مستشفى 57357 ليس مجرد مستشفى، يقدم أفضل رعاية وعلاج بالمجان فقط لأطفالنا، لكنه يقوم بتقديم رعاية نفسية ودعم يمنحهم الطمأنينة ويشجعهم على التعبير عن أحلامهم وطفولتهم، لتخطى محنة المرض، وتأهيلهم إلى استخدام الخيال فى إخراج كل ما بداخلهم بما يعكس شعورهم الحقيقى.
الإبداع كلمة السر فى تحدى مرض السرطان عند أطفال 57357، وخلال مشاهدتى مع مصورنا أيمن صفوت لصورة لأحد أبطالنا ديفيد (6 سنوات) مع المهرج عمو كروان حبيب كل أطفالنا بالمستشفى، ذهبت للقاء بطلنا فى ورشة العلاج بالفن لأنه المكان الذى يفضل ديفيد قضاء وقته به بعد جرعة العلاج، وفى الورشة كان ديفيد منهمكا فى الرسم، ففضلت عدم مقاطعته، وتحدثت مع والدته لتخبرنا عن قصة مشوار علاجه.
وبدأت والدته تخبرنا عن قصة رحلة ديفيد مع السرطان:
بدأ ديفيد العلاج فى أبريل 2017؛ كان عمره أربع سنوات، لم نلحظ أى أعراض أومقدمات للمرض، كان طفلا ينمو بصحة جيدة، ونادرا ما يشكو من أى تعب، إلا أنه فى إحدى المرات شكا من ألم فى ساقه بعد أن أمضى وقتا طويلا فى ركوب دراجته وفى اليوم التالى، ذهب الألم وقبل تشخيص حالته بالسرطان، لاحظنا عليه أنه كان يأكل أقل وبدا شاحبًا وأصفر الوجه، واقترح أحد الأصدقاء أن نتوجه للطبيب، ونجرى له تحاليل دم، وجاءت الأخبار السيئة بأن ديفيد مصاب بسرطان الدم، ونسبة الهيموجلوبين منخفضة جدا، وكان بحاجة إلى نقل دم على الفور، كان محنة بالنسبة لنا أن نقوم باستمرار بعمل نقل دم له، وكان لابد من أن نبدأ معه العلاج بالكيماوى، وقد نصحنا أحد أصدقائنا بالذهاب لمستشفى 57357 .
وعند ذهابنا إلى مستشفى 57357 حاول أصدقاؤنا وأفراد عائلتى بذل قصارى جهدهم لإيجاد طريقة أو اتصال لتسريع دخول ديفيد إلى المستشفى، ولكن دون جدوى، فهم صارمون للغاية بشأن احترام دور كل مريض فى قوائم الانتظار، فى الحقيقة كل الاحترام لإدارة المستشفى، لأنهم ملتزمون بمبدأ عدم المحسوبية، فجميع المرضى سواء كانوا أغنياء أو فقراء، مسيحيين أو مسلمين، لا يدفعون قرشًا واحدًا، ويتلقون أفضل نوعية من العلاج بمساواة ودون أى تفرقة، ومن أكثر ما أثار اعجابنا هو فريق التمريض بالمستشفى، فهم مدربون جيدا على التعامل مع الأطفال، ويتعاملون بمنتهى الحب مع أطفالنا، ويقومون بدورهم بمنتهى التفانى، كذلك نظافة المكان تتم بمنتهى الدقة وباستمرار أكثر مما نفعله عادة فى منازلنا .
ديفيد يرسم عمو كروان بدلا من بابا نويل فى لوحته:
وفى أثناء حديثى مع والدة ديفيد، اقترب منا ديفيد، ليرينا رسمته للعيد التى انتهى منها، وقال دا عمو كروان، فكانت رسمة تعكس ما يشعر به انعكاسا لشعوره بمعنى العيد، ومن هم يمثلون له الفرحة الحقيقية، فقد رسم ديفيد عمو كروان، المهرج، بملابس بابا نويل الذى يحمل الهدايا، هذه الرسمة ليست مجرد تعبير لطفل عن هواية، لكنها انعكاس عما بداخله من أن فرحة العيد يحملها له أحد أصدقائه من فريق عمل المستشفى، وهو عمو كروان، المهرج، فهو بالنسبة له بابا نويل الذى يحمل الهدايا فى الأعياد، ويحقق للأطفال أمانيهم، ما رسمه ديفيد وشعر به من أمان وحب هو أجمل مكافأة لفريق العلاج والمستشفى على جهودهم المتعددة فى تخفيف عبء مشوارعلاج أطفالنا المرضى.
وفى لقاء مع الطبيب المعالج لديفيد د. إيمان سيدهم، قالت : ديفيد يعانى من سرطان بالدم ALL، ويستغرق العلاج ثلاث سنوات، مضى منها عام ونصف العام، وديفيد فى تحسن ويستجيب للعلاج بشكل جيد .
كل سنة وكل ولادنا طيبين بمناسبة الأعياد.