“وقفة أهلك وأصحابك معاك، هى أكبر سند وقت الشدة والمرض، ومن أول يوم فى ٥٧٣٥٧ كان كل الفريق اللى بيعالجنى هو “عيلتى التانية” اللى ساعدتنى فى اصعب مرحلة عشتها فى حياتى”
اسمى أحمد نافع، من المحلة، عمرى ١٧ سنة ،حكايتى مع السرطان بدأت من سنة،
قبل المرض، كانت حياتى كلها سعادة وبهجة وشقاوة شباب، كنت أدرس فى مدرسة أمريكية ، والعب الكرة فى نادى المحلة، واسهر يوميا مع أصحابى، وأعيش حياه سعيدة مع أبى وأمى وشقيقتى .
“لسة فاكر تفاصيل اليوم اللى حسيت فيه بالألم لأول مرة”، كنت فى عيد ميلاد صديقى، لعبنا وضحكنا أنا وأصحابى، وتانى يوم لعبنا مباراة كرة قدم، بعد المباراة شعرت بألم شديد فى كتفى، عالجته بالمسكنات، لكن الالم زاد، وفى خلال ٤٨ ساعة بدأت حرارتى ترتفع، وبدأت أشعر بآلام فى الزور وكحة.
أنا وأهلى قلنا “دور برد”، والدكاترة قالوا نزلة شعبية، لكن الاعراض زادت واستمرت ، فطلب الطبيب اشعة على الصدر، وحينما رأى النتيجة فوجئنا به يطلب أشعة مقطعية ، وبعدها أخبرنا بالحقيقة المؤلمة، ورم قريب من الرئة ، لم أستوعب الصدمة، ولم أصدق الطبيب الا حينما قرر تحويلى وبسرعة الى ٥٧٣٥٧.
وقتها شعرت بالخوف، ودخلت العيادة الخارجية وأنا مكتئب، لكنى فوجئت بطبيب اسمه د.أحمد مهدى يستقبلنى بابتسامة كبيرة، ويحاول التحدث معى رغم اننى ارفض الرد و الكلام، وبعد الاشعات والبذل اتحجزت، وبدأت العلاج والجلسات المكثفة ، كانت مرحلة صعبة جدا، لكن الدكاترة والتمريض كانوا دايما جنبى، بيشجعونى مش بيواسونى، وبيساعدونى أكون أقوى علشان أقدر أواجه المرض ، وبدأت استوعب حالتى بالتدريج، ومش ممكن أنسى صاحبى “كروان” المهرج ، الشخصية اللذيذة اللى كنت بضحك معاه من قلبى رغم كل التعب، ولما شعرى وقع ، أقنعنى أخلع الكاب واخرج وأقابل الناس من غير كسوف،
أما ورشة العلاج بالفن فكنت باستقبل فيها اصحابى فى المدرسة والنادى لما يزورونى، وكنا بنقضى وقت جميل،نضحك ونرسم ، وننسى اننا فى مستشفى.
اتعلمت فى ٥٧٣٥٧ الصبر والتفاؤل، واقتنعت ان المرض ابتلاء من عند ربنا، وانى لازم أنجح فى الابتلاء ده،وبدأت أغير حياتى ، وانتظمت فى الصلاة، ورجعت أذاكر وأفكر فى مستقبلى ،وازاى أرجع ألعب تانى.
انا الحمد لله انتصرت على المرض وبعد ما كان حجم الورم ١٧ سم بقى ملليمترات، وأنا الآن فى المرحلة الاخيرة من العلاج، والمفروض أتردد على المستشفى مرة واحدة شهريا، لكن الحقيقة انا باجى كتير علشان ازور ورشة الفن واقابل كروان و أصدقائى المتطوعين، وألعب مع الأطفال المرضى لأنى “حاسس بيهم”، ونفسي أخفف عنهم،لأن اكتر حاجة ساعدتنى هى وقفة اهلى واصحابى وكل العاملين فى ٥٧٣٥٧،