“ما يدركه العقل ويؤمن به يستطيع الإنسان أن يحققه فى حياته”، تنطبق هذه المقولة على الطبيبة الشابة آية عاصم، التى أصيبت بالسرطان قبل أن تكمل عامها الخامس عشر، وأخبر الأطباء أسرتها أن احتمالات شفائها ضعيفة، وأن جسدها المنهك لايستجيب للعلاج، ولكنها لم تستسلم، وقررت خوض الحرب للنهاية، وعلى باب 57357 كانت بداية الطريق للانتصار، وعندما كتب الله لها الشفاء لم تستطع آية أن تترك 57357 وإنما أصرت على رد الجميل.. فما الذى فعلته؟ هذا ما سنعرفه منها .
” آية عاصم”، صيدلانية شابة، عندما تراها تشعر أنك أمام زهرة جميلة تتفتح للحياة، وتواجه تحدياتها وعثراتها بمنتهى القوة والصلابة، والحقيقة أن هذه القوة لم تأت من فراغ، وإنما من واقع تعرضها لواحدة من أصعب التجارب التى يُمكن أن يمر بها إنسان، وهى الإصابة بالسرطان، إلا أنها بإيمانها ويقينها استطاعت أن تنتصر على هذه التجربة القاسية حتى أصبحت تتحدث عنها الآن، وكأن الأمر لم يكن أكثر من دور برد عابر .
وتقول آية :قصتى مع السرطان بدأت قبل أن أتم عامى الخامس عشر، وكنت فى الصف الأول الثانوى، وبدأت الحكاية معى بأعراض تشبه دور البرد وارتفاع شديد فى درجة الحرارة، وجاءت نتيجة الفحوصات بانخفاض فى نسبة الهيموجلوبين، وتم التشخيص على أنها أنيميا يستدعى علاجها حجزى فى المستشفى وبعد أربعة أيام، قال الطبيب لوالدى إن علاجى فى مستشفى 57357، وبالفعل ذهبوا بى إلى هناك، وأنا لا أعلم حقيقة مرضى، ومن أول يوم تم حجزى بالمستشفى، وتحديد جرعة الكيماوى، وبالرغم من أنى كنت مدركة لما يحدث حولى، إلا أننى لم أصدق أو أستوعب الحقيقة، وهى أننى مصابة باللوكيميا، ومع الوقت بدأت أعى حقيقة مرضى وأتقبل الأمر، ولكن هذا لم يحدث من فراغ، وإنما بفضل والدى ووالدتى، وهيئة أطباء وتمريض 57357، فقد كان لهم الدور الأكبر فى تهدئتى وشرح الأمور لى ببساطة، بالإضافة إلى الدور العظيم الذى قاموا به فى تهيئتى نفسيًا لتقبل الأمر، ما رفع من روحى المعنوية، وساعد فى استجابتى للعلاج، خاصة أن جسمى لم يكن يستجيب فى البداية، ولكنهم فى 57357 لم يستسلموا بالعكس، كان الأطباء يدعموننى معنويًا حتى بدأ الجسم يستجيب، وجاءت نتيجة أول فحص بانحسار المرض بنسبة كبيرة .
وعن قصة عملها بالمستشفى، تقول آية :أذكر أننى دخلت المستشفى يوم 3 ديسمبر 2013 أى قبل امتحانات نصف العام بشهر تقريبا، وكان طبيعى بعد ظروف مرضى ألا أدخل الامتحان، ولكننى فوجئت بأحد أفراد المستشفى يسألنى عن استعدادى للامتحانات، فقالت له والدتى إن خروجى من المستشفى فى هذه الحالة وذهابى للمدرسة مستحيل، فأجابها بأن 57357 توفر لجانا خاصة للطلبة المحجوزين فى المستشفى، ومجرد ما سمعت هذا الكلام، تحسنت حالتى النفسية كثيرًا، وبدأت أذاكر ودخلت امتحان الترمين مع بعض فى نهاية العام الدراسى، ولأن علاج اللوكيميا يأخذ أكثر من ثلاث سنوات، فقد حصلت على الثانوية العامة بمجموع 96%، وأنا فى المستشفى أيضًا، وقررت أن ألتحق بكلية الصيدلة بعدما رأيت كم التقدير والاهتمام الذى يلقاه الصيادلة فى المستشفى، وخاصة قسم الصيدلة الإكلينيكية، ودعوت الله أن يمن علىّ بالشفاء، ويوفقنى بفرصة عمل فى 57357 حتى أظل طوال حياتى أخدم هذا المكان، وأرد الجميل لكل فرد به، واستجاب الله لدعائى حتى أننى بمجرد ما طلبت فرصة للتدريب وافقت المستشفى فورًا، وأنا الآن أستعد لامتحانات البكالوريوس، وفى نفس الوقت أعمل بالمستشفى التى أرى أنها أعظم مكان فى مصر ولولاها لما وجد آلاف الأطفال علاجهم من هذا المرض الخطير .