قال الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، إننا قادرون من جديد على صنع الحضارة الإنسانية، وديننا الحنيف يشجع على العمل المجتمعي ويحث على الإنفاق في سبيل الله، مشيرًا إلى الآية الكريمة: “{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ}، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنْفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ}، ولذلك كانت السيدة عائشة (رضي الله عنها) تطيب الدراهم والدنانير التي تريد التصدق بها بأفضل أنواع الطيب، ولما سئلت عن ذلك قالت إن الدرهم ليقع من يد الله بمكان قبل أن يقع في يد الفقير”.
جاء ذلك خلال مشاركة وزير الأوقاف في الندوة التي عُقدت بمستشفى سرطان الأطفال (57357) تحت عنوان “العمل الاجتماعي ودوره في تنمية المجتمع” بدعوة من الدكتور شريف أبوالنجا، مدير المستشفى.
وأشاد الوزير بهذا الصرح الطبي الوطني المجتمعي الكبير الذي يُعد نقلة نوعية في الخدمة الطبية ليس في مصر وحدها بل على مستوى العالم، كما يُعد علامة بارزة في العصر الحاضر، ومعلمًا حضاريًّا وإنسانيًّا بارزًا.
وأشار إلى أن هذه المؤسسة تقدم خدمة طبية بروح إنسانية عالية، وأنها تجاوزت كونها مستشفى لعلاج مرضى الأورام من الأطفال إلى كونها صرحًا ومؤسسة علمية وبحثية ومجتمعية تبرز قدرة المصريين على الإنجاز العلمي والإنساني المتميز، وأننا قادرون على صنع الحضارة التي تخدم الإنسانية ولسنا مجرد متلقين لها، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستشهد تعاونًا وثيقًا بين وزارة الأوقاف متمثلة في مستشفى الدعاة التابعة لوزارة الأوقاف، ومستشفى (57357) في الندوات الطبية التثقيفية المشتركة وبخاصة في مجال الطب الوقائي، مع تبادل الخبرات العلمية، والمشاركة في المؤتمرات وأهمها مؤتمر مستشفى الدعاة الطبي التاسع تحت عنوان “الجديد في علاج أمراض الكبد والجهاز الهضمي”، وكذلك المشاركة في بعض الأنشطة مثل التعاون في علاج مرض فيروس سي، وترشيح اثنين من صيادلة مستشفى الدعاة للحصول على الماجستير في الصيدلة الإكلينيكية، تلك الشهادة التي تمنحها مستشفى 57357 بالاشتراك مع بعض الجامعات العالمية كمنحة من مستشفى 57357.
وقدم وزير الأوقاف الشكر لكل القائمين على هذه المؤسسة الوطنية العظيمة، مؤكدا أنها نموذج يستحق كل الدعم والتقدير.