لا يزال تفشي فيروس كورونا المستجد COVID-19 قائماً، وهناك بيانات محدودة فيما يتعلق بخصائص المرض. لذلك يقوم الباحثون في هذا المجال بالعمل على اكتشاف علاج أو مصل لهذا الفيروس.
ومن المعروف أن التدخين مرتبط بأمراض كثيرة، حيث أبرزت أبحاث واسعة النطاق التأثير السلبي على صحة الرئة عند استخدام التبغ وارتباط التدخين بعدد كبير من الأمراض كأمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب وأمراض أخرى مثل السرطان.
وأظهرت الأبحاث أن التدخين يضر جهاز المناعة ويؤثر على استجابت الشخص للعدوى، مما يجعل المدخنين أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية. أظهرت الدراسات السابقة أن المدخنين أكثر عرضة للإصابة بالإنفلونزا بحيث تكون مضاعفة بالمقارنة بغير المدخنين ولديهم أعراض أكثر حدة، ولوحظ فيما يتعلق بفيروس كورونا MERS-CoV الذي أنتشر في 2012 أن المدخنين كان لديهم معدل وفيات أعلى.
مؤخراً نشر بحث فرنسي بتاريخ أبريل 2020 أن المدخنين أقل عرضة للإصابة بفيروس كورونا المستجد COVID-19، ويقترح هذا البحث إنه يمكن للنيكوتين أن يحمي المدخنين من الإصابة بـ COVID-19 حيث رأى الباحثون من عدة مؤسسات أنه من بين حاولي 11000 مريض الذي تم إدخالهم إلى المستشفيات العامة في باريس بسبب الإصابة بـ COVID-19 في بداية أبريل، كان 8.5 بالمائة فقط مدخنين، مقارنة بـ 25.4 بالمائة من عامة الناس.
ثم نظروا عن كثب إلى 482 مريضاً ثبتت إصابتهم بـ COVID-19 في مستشفى Pitié-Salpêtrière في باريس ووجدوا نفس النتائج: كان 343 مريضًا في المستشفى بسبب مضاعفات خطيرة لديهم معدل تدخين 4.4 بالمائة.
وكانت النتائج تتماشى مع دراسة عن COVID-19 في الصين، نشرت في نهاية مارس في مجلة New England Journal of Medicine، والتي وجدت أن 12.6 بالمائة من 1099 شخصًا تمت دراستهم والذين ثبتت إصابتهم بـ COVID-19 كانوا مدخنين، بينما معدل التدخين في الصين حوالي 28 بالمئة.
ولكن لا يمكن اعتبار هذه البيانات كنتائج قاطعة على حماية النيكوتين للمدخنين من فيروس كورونا لأن الباحثون لا يزالون يسعون إلى الموافقة من مسؤولين الصحة في فرنسا على اختبار لاصقات النيكوتين كعلاج وقائي. كما ذكر نفس البحث أنه لا ينبغي أن ننسى أن النيكوتين مادة مسؤولة عن إدمان التدخين والذي بدوره له عواقب مرضية شديدة ويظل خطرا على الصحة. ومع ذلك، في ظل ظروف خاضعة للرقابة، يمكن أن تثبت عوامل النيكوتين علاجًا فعالًا للعدوى الحادة مثل COVID-19.
وقال رئيس وكالة الصحة الوطنية الفرنسية، جيروم سالومون، أن علاقة النيكوتين ليست سوى فرضية غير مثبتة في هذه المرحلة، وحذر من أن التدخين لا يزال القاتل الأول في فرنسا، حيث يموت 75000 شخص بسبب مضاعفات مرتبطة بالتدخين كل عام.
في نفس الوقت ذكر بحث في Tobacco Induced Diseases بتاريخ مارس 2020 أن المدخنين مقارنة بغير المدخنين كانوا أكثر عرضة بنسبة 1.4 مرة للإصابة بأعراض شديدة من COVID-19 وحوالي 2.4 مرة أكثر احتمالا لدخول وحدة العناية المركزة، أو بحاجة إلى تنفس الاصطناعي أو التسبب في الوفاة.
كما تأكد منظمة الصحة العالمية أن تعاطي التبغ أو التدخين قد يزيد من خطر الإصابة بأمراض خطيرة بسبب مرض COVID-19. تشير الأبحاث المبكرة أنه عند مقارنة المدخنين بغير المدخنين، فإن وجود تاريخ من التدخين قد يزيد بشكل كبير من فرصة حدوث نتائج صحية ضارة لمرضى COVID-19، بما في ذلك دخولهم إلى العناية المركزة، وتطلب تنفس اصطناعي والمعاناة من عواقب صحية شديدة.
من المهم معرفة أن أي نوع من أنواع التدخين يسبب أضرارا لأنظمة الجسم، بما في ذلك جهاز القلب والجهاز التنفسي. وCOVID-19 يمكن أن يضر هذه الأنظمة. تظهر الأدلة من الصين أن الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية والجهاز التنفسي الناجم عن التدخين هم أكثر عرضة للإصابة بأعراض COVID-19 الشديدة. أظهرت الأبحاث التي أجريت على 55924 حالة مؤكدة مختبريًا أن معدل الوفيات لمرضى COVID-19 أعلى بكثير بين أولئك الذين يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية أو مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم أو أمراض الجهاز التنفسي المزمنة أو السرطان من أولئك الذين ليس لديهم حالات طبية مزمنة موجودة مسبقًا. لذلك هناك خطر على المدخنون الذين أصيبوا بـ COVID-19 حيث هؤلاء المرضى أكثر عرضة للأعراض الشديدة.
- توصيات مستشفى 57357
من المهم معرفة أن المرضى المدخنين المصابين بـ COVID-19 يتعرضون لمضاعفات صحية أكثر من الغير مدخنين ويزيد احتمالية احتياجهم لتنفس اصطناعي ودخولهم العناية المركزة.
التدخين ضار جداً بالصحة ولديه العديد من المضاعفات الصحية. أن التدخين هو أحد العوامل الرئيسية المؤدية للسرطان. المدخنون أكثر عرضة من غير المدخنين للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وأنواع عديد من السرطان مثل سرطان الرئة، والبلعوم والبنكرياس.
أن التدخين يضر تقريبًا كل عضو من أعضاء الجسم ويؤثر بشكل سلبي على الصحة العامة للشخص.