بودرة التلك وعلاقتها بالسرطان
بودرة التلك التى يستعملها الكثير من الأشخاص لتقليل رطوبة الجسم وحمايته من الهرش والحكة والتى تتواجد فى كثير من المنتجات مثل: منتجات التجميل ، بودرة الأطفال والكبار
يوجد من بودرة التلك نوعين الأول يحتوى على مادة الأسبيستوس (الحرير الصخرى) والنوع الثانى خالى من الأسبيستوس
قامت الكثير من الدراسات لمعرفة ما إذا كان هناك صلة بين استخدام بودرة التلك وحدوث مرض السرطان
ركزت الدراسات على محورين:
الأول : استنشاق بودرة التلك وارتباطه بسرطان الرئة خاصة لعمال المناجم والمطاحن الذين يتعرضون لبودرة التلك بتركيزات عالية
الثانى : استخدام النساء لبودرة التلك على مناطق الأعضاء الجنسية وارتباطه بحدوث سرطان المبيض
هل تسبب بودرة التلك السرطان ؟
يجب التفريق بين نوعى البودرة التى تحتوى على الأسبيستوس والأخرى الخالية من الأسبيستوس .
أثبتت الدراسات أن بودرة التلك التى تحتوى على الأسبيستوس يمكن أن تسبب السرطان عند استنشاقها وهذا النوع من البودرة لم يعد يستخدم فى منتجات التجميل الموجودة حالياً.
أما عن البودرة الخالية من الأسبيستوس فقد أجريت بعض الأبحاث عليها وكانت نتائجها كالآتى :
الأبحاث المعملية على الحيوانات :
جرت الدراسات على الفئران بتعريضها إلى بودرة تلك خالية من مادة الأسبيستوس وكانت النتيجة أن بعض الفئران أصيبت بأورام سرطانية والبقية لم تتأثر .
الأبحاث المعملية للإنسان :
سرطان المبيض
يشار إلى أن استخدام بودرة التلك قد يسبب سرطان المبيض خاصة عند استخدام البودرة على مناطق الأعضاء الجنسية عند النساء إما بوضعها مباشرة أو من خلال الفوط الصحية أو بالتعرض لبودرة التلك الموجودة على الأوقية الذكرية حيث تتجه جزيئات بودرة التلك من خلال المهبل إلى الرحم ومنه إلى المبيض.
الكثير من الدراسات أجريت لتتأكد هل يوجد صلة بين استخدام بودرة التلك و زيادة خطورة الإصابة بسرطان المبيض فكانت النتائج أن هناك نسبة ضئيلة أدت إلى زيادة خطورة الإصابة بسرطان المبيض أما النسبة الباقية لم تتأثر باستخدام بودرة التلك .
وللأسف فإن نتيجة الأبحاث يمكن أن تكون غير دقيقة لأنها تعتمد على ذاكرة المشاركين فى البحث عن مدة استعمالهم لبودرة التلك حتى يمكن قياس مدى تأثير إستعمالها.
سرطان الرئة
فى بعض الحالات أدى استخدام بودرة التلك إلى زيادة خطورة الإصابة بسرطان الرئة وبعض الحالات لم تتأثر بإستخدامها
وقد تمت هذه الدراسة على عمال المناجم والمطاحن مما يجعل الدراسة غير دقيقة حيث يمكن أن يكون ساهم فى زيادة خطورة الإصابة بسرطان الرئة عوامل أخرى غير بودرة التلك مثل تعرضهم لمعادن أخرى ومواد أخرى مسرطنة مثل : الرادون
ولكنه لم يثبت أن استعمال بودرة التلك من خلال مساحيق التجميل له أى ارتباط بسرطان الرئة .
أنواع أخرى من السرطانات :
لم يتم دراسة إرتباط بودرة التلك بأنواع اخرى من السرطانات عدا دراسة واحدة وجدت أن استخدام النساء لبودرة التلك قد يزيد من خطورة الإصابة بسرطان الرحم للنساء بعد سن اليأس ولكن دراسات أخرى نفت وجود هذه الرابط ومازال هناك العديد من الدراسات التى تبحث عن ارتباط بودرة التلك بالسرطان مثل سرطان المعدة
بودرة التلك وتصنيف المواد المسرطنة
“الوكالة الدولية للبحوث عن السرطان IARC ” وهى جزء من منظمة الصحة العالمية WHO ” و وظيفتها الأساسية التعرف على المواد التى تسبب السرطان أو تزيد من فرصة الإصابة بالسرطان قامت الوكالة بتصنيف
بودرة التلك التى تحتوى على مادة الأسبيستوس تعتبر من المواد المسرطنة للإنسان
ونتيجة لقلة الأبحاث والدراسات على الإنسان إعتبرت الوكالة أن استنشاق بودرة التلك الخالية من مادة الأسبيستوس لا تعتبر من المواد المسرطنة للإنسان
وبناءاً على بعض الدراسات البسيطة التى تمت لإيجاد رابط بين استخدام بودرة التلك وسرطان المبيض صنفت الوكالة استخدام بودرة التلك على المناطق الجنسية محتمل أن يكون من المواد المسرطنة للإنسان
“البرنامج الأمريكى لعلم السمومNTP “ والذى يتكون من عدة هيئات حكومية ومنها ” المعهد القومى للصحة بالولايات المتحدةNIH ” و “مركز التحكم والوقاية من المراضCDC” و “منظمة الطعام والدواءFDA “
صنفت بودرة التلك بنوعيها سواء تحتوى على الأسبيستوس أو الخالية منه أنها لا تعتبر من المواد المسرطنة للإنسان.
هل يجب أن نقلل من استخدام بودرة التلك ؟
مازال الأمر غير واضح .هل المنتجات التى تحتوى على بودرة التلك يمكن أن تزيد من خظورة الإصابة بالسرطان، ولأن نتائج الدراسات مازالت تحمل الأمرين معاً لكن هناك إحتمال أن يكون استخدام بودرة التلك يزيد من فرصة الإصابة بسرطان المبيض ولكن لا توجد سوى أدلة بسيطة جداً على ارتباط بودرة التلك بأنواع أخرى من السرطانات .
وحتى تتوافر نتائج أكثر وضوحاً قد يرى بعض الناس أن يقللوا من استخدامهم للمنتجات التى تحتوى على بودرة التلك ….