لأوتيزيم (أو ما يعرف بالتوحد) هو جزء منى وليس كلى. هل أنت عبارة عن جزء واحد ؟ أم أنك شخص لديه مشاعر، أفكار، مواهب و أحلام ؟…. هل أنت من أصحاب الوزن الزائد ؟هل ترتدى نظارة ؟ هل أنت غير منظم ؟ هذه هى الأشياء التى تلفت نظرى عند مقابلتى لك ولكن فى الحقيقة أنت كشخص لديك أكثر من ذلك….أليس كذلك ؟
كشخص بالغ ، أنت لديك القدرة على تعريف شخصيتك و قدراتك ولكن أنا كطفل لا زلت أنمو لا أعرف قدراتى و ماذا أستطيع أن أفعل. فإذا وضعتنى فى إطار معين و أعتقدت إننى لا أستطيع فعل شئ معين سيكون رد فعلى إننى سأحبط و لن أجرب أى شئً جديداً.
حواسى خارجة عن المألوف
وذلك يعنى أن الروائح و الأصوات و المشاهد التى لا تعير لها أنت إى إهتمام يمكن أن تكون مؤذية أو أحياناً مؤلمة لى.يمكن أن أبدو لك منطوى أو معادى لك ولكن أنا فقط أحاول أن أدافع عن نفسى.
قد تكون حاسة السمع عندى مفرطة.أشخاص يتكلمون فى نفس الوقت، صوت مكبر الصوت، صوت تقطيع اللحوم،صوت فتح الباب، صوت صراخ طفل ..كل هذه الأصوات أسمعها بنفس الدرجة و الحدة و لا يستطيع مخى تمييز ما هو الصوت المهم و الصوت الذى يجب تجاهله .فيعتبر هذا حمل ثقيل على حواسى و لا أستطيع تحمله.
حاسة الشم عندى أيضاً مفرطة.أستطيع شم روائح الأطعمة و روائح الناس من حولى بشدة سواء كانت روائح عطرة أو سيئة و هذا ما يشعرنى بالغثيان.
أما بالنسبة لحاسة البصر فهناك الكثير ما يؤذينى.الضوء يكون مزعج لعينى، الأجسام التى تتحرك بإستمرار كمرواح السقف أيضاً تكون مزعجة جداً. و هذا ما يشعرنى بأننى لا أستطيع تحديد مكان جسمى فى الفضاء من حولى.
حاول أن تفرق بين أننى (لا أستطيع) أو (لا أريد)
المسألة ليست إننى أعصى التعليمات لكن المشكلة إننى لا أستطيع فهمك. عندما توجه إلى الكلام ليكن كلامك واضح وكلماتك محددة.بهذا سأعرف ماذا يجب على أن أفعل و يكون التواصل أسهل بالنسبة لى.
أنا دقيق فى تفكيرى…أنا أترجم الكلام حرفياً
لا تقول لى ” لا تبكى على اللبن المسكوب” و لا يوجد أمامى لبن و لكن قل لى “لا تندم على شئ” و ذلك لكى لا يختلط على الأمر.
حاول أن تفهم كل الطرق التى أحاول أن أتواصل بها معك
أحياناً لا أستطيع أن أفسر مشاعرى. يمكن أن أكون جائع أو خائف و لكن فى هذه اللحظة لا أستطيع أن أجد كلمات للتعبير عن مشاعرى ، فحاول أن تنتبه لحركات جسمى، إضطرابى أو إنعزالى فى بعض الأحيان لتفهم شعورى. يمكن أن اقتبس بعض الكلمات من بعض الكتب أو الأفلام فانا لا أكون مدكراً لمعانى هذه الكلمات ولكنها تساعدنى على الرد فى هذة المواقف.
أرنى الطريقة لفعل الأشياء ولا تكتفى بقولها لى
كن صبور لتكرار طرق فعل الاشياء أمامى فأنا أتعلم بالمشاهدة وليس بالقول لأن الكلام بالنسبة لى يتبخر قبل أن أستطيع إدراكه و لكن مشاهدتى
لفعل الأشياء أحتفظ بها فى ذاكرتى لأوقات طويلة، وبهذا أنا أتعلم أسهل و يساعدنى على تقليل توترى و تنظيم وقتى .
ركز على الأشياء التى أستطيع فعلها و ليس الأشياء التى لا استطيع فعلها
أنا كأى إنسان لا استطيع أن أتعلم فى بيئة أشعر فيها بعدم قدرتى أو عدم ملائمتى لها.فأنا أتجنب تجربة الأشياء الجديدة عندما أكون متأكداً إننى
سأتلقى إنتقاد عليها. فحاول ان تبحث دائماً عن نقاط قوتى.
ساعدنى فى التواصل الإجتماعى
يمكن أن يكون الظاهر أننى لا أريد اللعب مع الأطفال الأخرين و لكن الحقيقة أننى لا أعرف كيف أبدأ الحديث معهم لنلعب سوياً. علمنى كيف أبدأ معهم الحديث أو شجع الأطفال الأخرين لدعوتى للعلب معهم.
أنا لا أستطيع فهم تعبيرات الوجه، لغة الجسد أو مشاعر الأخرين .فإذا ضحكت عند سقوط أختى ليس لأنه شئ مضحك ولكن لأننى لا أعرف ماذا أقول أو كيف أتصرف فى هذا الموقف. فهمنى شعور أختى و علمنى كيف أقول لها “هل أنتى بخير؟”.
حاول أن تتعرف على الأشياء التى تثير غضبى
الإنهيارات العصبية عندى تكون بسبب حمل زائد من المشاعر و الأحاسيس أو يكون بسبب حساسية لأكلات معينة ، ألم معين كألام فى البطن أو مشاكل فى النوم و لكن إذا عرفت أسباب هذه الإنهيارات يمكن تجنبها عن طريق ملاحظة رد فعلى لأشياء معينة لأننى لا أستطيع شرح مشاعرى.
أعطنى كل الحب
دائماً تذكر أن مرض الأوتيزم ليس من أختيارى فبدون دعمك و حبك وتوجيهك لى تقل فرصتى لكى انمو و أتعلم و أكون شخص مستقل .
ثلاث كلمات أنا فى أشد الحاجة لها : الصبر،الصبر ثم الصبر
حاول أن ترى مرضى كقوة وليس كضعف أو إعاقة .أنا لست جيداً فى المحادثات و لكن هل فكرت أننى لا أغش و لا أكذب.
أنا أعتمد عليك…حبنى كما أنا .. ولتكن أنت مرشدى و نور لطريقى …و لترى إلى أين سأصل
