“اتعلمنا فى ٥٧٣٥٧ منخافش من المرض، ونحاربه واحنا بنبتسم، علشان نقدر نهزمه”.. دى نصيحة بطلتنا الجميلة “رقية”، ١٢سنة، لكل الأبطال اللى لسه بيحاربوا السرطان.
“رقية” قدرت تواجه السرطان بالضحك واللعب والمرح والرسم، ومع العلاج والإرادة، ومع الحب والدعم من كل العاملين فى ٥٧٣٥٧، ربنا شفاها، وقررت تساعد كل الأطفال وتشجعهم وتخفف عنهم وتعلمهم ميخافوش من المرض.
بابتسامة جميلة قالت لى رقية:
أنا بتعالج فى ٥٧٣٥٧ من ٣ سنين، وعايزة أعترف لك إنى فى الأول كنت خايفة، وبأكره الدواء، وباصرخ لما أشوف الحقنة، لكن هنا فى المستشفى، عرفت ناس حلوين أوى، دكاترة وممرضات ومتطوعين، وطبعًا أصحابى وحبايبى سمر وكروان، وكل المتطوعين وورشة الرسم.. كلهم ساعدونى، وعلمونى أواجه المرض، ومخافش منه، وماما كانت بتشجعنى زيهم، وبتقول لى إنسى إنك عيانة، وفعلًا نسيت أنى فى مستشفى، وحسيت أن ٥٧٣٥٧ هى بيتى التانى اللى بحبه.
رقية أصيبت منذ ٣ سنوات بورم نيوروبلاستوما، أو ورم العقد العصبية، وهو سرطان يصيب الخلايا العصبية، وتم اكتشاف الحالة فى المرحلة الرابعة.
وفى ٥٧٣٥٧ عاشت رحلة علاج طويلة، بدأت بالكيماوى، ثم زرع النخاع، ثم العلاج الإشعاعى ثم الدوائى، ومازالت تحت المتابعة الدقيقة.
والنيوروبلاستوما، كما يقول د. محمد فوزى، مدير ٥٧٣٥٧ طنطا، ينشأ من الخلايا الأولية الموجودة بالعقد العصبية للجهاز العصبى السيمبثاوى على طرفى العمود الفقرى أو بالغدة الكظرية.
ويتم علاج هذا النوع من الأورام بالعديد من وسائل العلاج المتعارف عليها، والتى تختلف تبعًا لمرحلة الورم، ودرجة انتشاره، وخصائصه البيولوجية، ويكون العلاج أكثر سهولة وفاعلية إذا تم الاكتشاف مبكرًا فى المرحلة الأولى أو الثانية.
وبسعادة تقول لى رقية:
أنا الحمد لله خفيت، وبقيت أقوى من الأول، وقررت أساعد كل أصحابى فى المستشفى يبقوا أقويا وميخافوش، ولما بعرف أن فيه مريض جديد، بازوره وأتكلم معاه وأقول له “خليك جامد مش فرفور”، علشان تقدر تهزم السرطان.
أنا كمان باحكى لأصحابى فى المدرسة عن المستشفى وباعزمهم كل فترة علشان يزورونى هنا، وبنتصور ونسجل فيديوهات جميلة فى الجنينة، وكمان بيتبرعوا بمصروفهم للمستشفى علشان الأطفال تتعالج.
وتقول الأم كريمة:
حينما جئنا ٥٧٣٥٧، كانت حالة رقية خطيرة، لكن ثقتى فى الله كانت كبيرة، وخاصة بعد ما رأيته فى ٥٧٣٥٧ من إمكانيات رائعة وأجهزة متطورة وخبرة كبيرة من العاملين، والأهم هو الاهتمام والرعاية النفسية ومشاعر الحب والرحمة فى قلوب الجميع، والتى ساهمت كثيرًا فى تحسن حالتها.
وتقول: لن أنسى وقت زرع النخاع، حينما عشنا أنا ورقية شهرًا كاملًا فى حجرة معزولة، وكانت تشعر بالملل، فقامت سمر من الورشة بإرسال أوراق وأقلام معقمة لتشجعها على الرسم فى العزل، ثم قامت هى وميس أمانى بعرض لوحاتها فى معارض فنية بالمستشفى، لإدخال السعادة لقلبها.
وتضيف الأم: ٥٧٣٥٧ أيضًا كانت حريصة على مستقبل ابنتى الدراسى، والحمد لله قدرت تواصل دراستها، من خلال مدرسة المستشفى وبمساعدة مدرسيها، امتحنت فى المستشفى ٣ سنين، وكانت دايمًا بتنجح، وهى الآن فى أولى إعدادى زى كل زملائها والحمد لله.
وأخيرًا تؤكد الأم: ٥٧٣٥٧ شالت عننا هم العلاج وتكاليفه طول فترة المرض الطويلة، وكمان كانت بتوفر وجبات الأكل لرقية وللمرافق، وحتى الانتقالات كانت بتوفرها عن طريق أتوبيسات المستشفى، هموم كتيرة محسيناش بها، وده ساعدنى أتفرغ لرعاية رقية لحد ما ربنا شافاها، والحمد لله.. لكنها لاتزال تحت المتابعة، ولاتزال مرتبطة بهذا المكان الذى يضم كل أصدقائها وتقضى به أسعد أوقاتها.