استقبل مستشفى 57357، الكاتب والمؤلف الكبير عمر طاهر فى زيارة لأطفال 57357، قام خلالها بجولة فى أقسام المستشفى المختلفة، مثل الصيدلية الإكلينيكية، ومركز الإبداع والعلاج بالفن، والمعامل، وقسم علاج اليوم الواحد، رافقه فى الزيارة مدير العلاقات العامة بمستشفى 57357.
وعلى صفحته على الفيسبوك، كتب عن زيارته للمستشفى ولأطفالنا، قال: “الواحد لازم يعترف إن الزيارة بدأت كتأدية واجب، وتلبية لدعوة ضميرك مش هيسيبك تزوغ منها، بس فى لحظة ما مش مترتبة اتغيرت الطريقة اللى الواحد بيتفرج بيها على اللى حواليه، بدأنا بجولة فيها الأرقام، وحالات الشفاء، وأعداد المرضى، وإمكانيات المكان، وكل التفاصيل الكلاسيكية المتوقعة، سؤال واحد بس عن مبنى غير مكتمل الإنشاء بقالى فترة باشوفه على الحال ده .. وكانت الإجابة إن العمل فيه توقف لأن حجم التبرعات تقلص لحوالى 60%، رقم يخض بس الانتباه حصل لما عرفت معلومة إن الحال لو استمر بالطريقة دى فأرصدة المستشفى وودائعها البنكية اللى ابتدت تتفك هتنتهى فى خلال 14 شهرًا على أقصى تقدير، فكرة إن المكان ده ممكن يتحول لمبنى مهجور بعد سنة، خلت الواحد ينتبه ويدقق فى التفاصيل.
المستشفى الوحيد اللى الأطفال بتجرى فى ممراتها سعيدة من غير ما حد يزعق فيهم، اشتغلت موسيقى عمر خيرت مع طيور بلاستيك بتلف فى سقف المدخل، فشوفت نظرات الأطفال اللى واضح إنهم فى منتصف العلاج، وهى متعلقة بالمزيكا واللعبة، غرف بحوائط زجاجية فيها مجموعة مع رسامين كبار، مجموعة مع متطوعين فى سن 16 و 18 بيحكوا ويضحكوا، مركز العلاج بالفن مليان أطفال باين عليهم آثار علاج الكانسر بس فى وضعية مليانة بهجة وونس.
الأوضة دى فيها وحدة فرن عيش بلدى، والصالة دى معمل التحاليل الضخم، والمبنى ده جهاز السايبر اللى مش عارف بكام 100 مليون، وهنا الصيدلية اللى بيشغلها روبوت بيرص الأدوية ويجهز الروشتات حسب البار كود بتاع كل مريض وبيتلف الأدوية الإكسبريد، روبوت شغال والمديرة بتاعته بنوتة مصرية أواخر العشرينيات واقفه تراقبه، مركز تركيب الأدوية والمستحضرات الكيمائية، لقيت فيه شاب عايز يحكى حاجة وحسيته متردد، زمايله قالوا لى حسام كان مريض هنا واتعالج ودخل صيدلة واتخرج ورجع يشتغل هنا، فى مركز الأبحاث،قابلت أطباء كلهم خريجين واشتغلوا فى بلجيكا وأمريكا ولندن، ورجعوا قلت لهم بثقة قرار جرىء، رد عليا بثقة أكبر دكتور، منهم، قال لى إحنا بتوع بحث علمى، يعنى ماناخدش قرار غير بعد دراسة، والمكان هنا قدم لنا اللى يساعدنا نحقق اللى تعبنا علشانه.
الأطفال كانوا بيتحركوا جوه البيت حرفيا، وتفاصيل النظافة والنظام والحفاظ على الموارد كان بالنسبة لى حاجة مبهجة.
فكرت فى الحرب اللى بيخوضها المكان والحملات المتكررة ضده، لفتت نظرى لوحة متعلقة جنب مكتب مدير المكان فيها قرار النائب العام بنتيجة فحص أوراق وماليات المكان، استغربت إن الحرب كانت على كل الجبهات، ونتيجية التحقيق ماحدش جاب سيرتها.
العاملون هناك بيجيبوا سيرة الحرب على استحياء كان واضح إنهم ابتلعوا صدمة التخوين، وبيحاولوا يدوبوا اللى بلعوه بالاستمرار فى العمل والمحاولة والسخرية أحيانًا.
بأفكر مكان زى ده ممكن يكون متهم بإيه وكل حاجة فيه على عينك يا تاجر، الحيطان والممرات كلها متثبت عليها لوحات الصدقة الجارية بأسماء المتبرعين، من أول الحاجة أم حمادة النص لحد الكابتن محمود الخطيب، الأطفال والأسر اللى داخلة خارجة ما بين اللى تم له الشقاء، واللى لسه بيستعد للعلاج واللى جى لجلسة واللى جى يصرف دوا، فيه حياة من نوع مختلف يخجل أى فاسد إنه يتواجد فيها لأنه هيتكشف.
المكان بقى مُنتج لنوع من العاملين والخبراء والأطباء والصيادلة والموظفين عندهم حماس مخلوط بابتسامات عريضة وشعور ما عند كل حد قابلته إنه مش بيشتغل هنا لأ هو فى علاقة بالمكان شرحها ممكن يحولها لإكليشيه.
أشكر مستشفى 57357 على الدعوة ومنحى شرف التعاون معاهم فى حدود اللى بأعرف أعمله ككاتب، وبالنسبة للبواخة مش هاطبطب وأقول معلش لكن هاقول على رأى الإنجليز “النجاح لا يُغتفر”