تبرع “الشعراوى” وأصدقاؤه .. كان النواة الاولى لإنشاء ٥٧٣٥٧
“من أسباب رفع البلاء، الرضا والصبر عليه والتصدق والإحسان إلى الآخرين والتفريج عنهم”
وكأنه يعيش معنا هذه الظروف الصعبة ، فدائما ما نجد السلوى والدعم فى كلماته الخالدة التى سنظل دائما فى حاجة اليها.
هو فضيلة الإمام محمد متولى الشعراوى والذى تمر اليوم الذكرى ٢٢ لوفاته .
والشيخ الشعراوى حظى بحب وتقدير الشعب المصرى كله بما تميزت به شخصيته من بساطة ومحبة وما تميز به اسلوبه من الحكمة والموعظة الحسنة.. وهو أيضا صاحب مدرسة خاصة في الفكر والتفسير القرآني تعلم منها الكثيرون في جميع أنحاء العالم… كما لعب دورا كبيرا فى دعم الاوقاف حينما كان وزيرا للاوقاف فى السبعينات .وكان فضيلته صاحب فكر متنور.. حيث انطلق إلى مشارق الأرض ومغاربها داعيًا الى الله تعالى بالموعظة الحسنة، وموضحًا سماحة الإسلام ووسطيته.. كما القى محاضرات فى دول اوربا وامريكا عن قضايا المجتمعات الاسلامية والفكر الاقتصادي الإسلامي.
وإلى جانب دوره فى العمل العام .. سعي الشيخ الشعراوى بكل ما منحه الله عز وجل من قوة ومال لعمل الخير ومساعدة المحتاجين..حيث أنفق ماله على أهل قريته.. وأسس لهم دورًا للعلم ورعاية الأيتام والعلاج.. وكان بيته مفتوحًا للفقراء.
وكان للشيخ الشعراوى فضل كبير فى انشاء مستشفى سرطان الاطفال 57357 . حيث كان دعمه هو النواة الاولى فى بناء هذا الصرح..
وكانت البداية فى نهاية الثمانينات.. حيث كان معهد الأورام يعانى نقصا شديدا فى الامكانيات وزيادة كبيرة فى معدلات وفيات الأطفال المرضى .. وفى أحد الأيام شهد قسم الاطفال بالمعهد وفاة 13 طفلا من اجمالى 16 طفل.. فشعر طبيب القسم الشاب بالصدمة واليأس.. وخرج من المعهد مصمما على الاستقالة .. ولكنه فكر فجأة فى لقاء الشيخ الشعراوى .. الذى كان معتادا على الذهاب لأحد المطاعم المجاورة للمعهد.. وأسرع الطبيب الشاب للمطعم .. ليجد الشيخ الشعراوى مع ثلاثة من أصدقائه هم عبد الله سلام واحمد ابو شقرة واحمد عبد الله طعيمة عضو مجلس قيادة الثورة وجلس الطبيب وسطهم يحكي لهم المأساة , وعلى الفور قرركل منهم التبرع بخمسين جنيه شهريا لاصلاح القسم وشراء المستلزمات.
من هنا كانت بداية الاهتمام بالاطفال مرضى السرطان وتطوير قسم الأطفال بالمعهد ..فازداد عدد اسرة القسم..وبدأت نسب الشفاء ترتفع قليلا بعد ان كانت لا تتجاوز 5% .. وانضم رجال الأعمال لمساندة المعهد .. وزادت التبرعات ..و ظهر معها حلم انشاء مستشفى خاص لسرطان الأطفال بأموال التبرعات .. وكان تبرع الشيخ الشعراوى وأصدقائه هو النواة التى بدأت هذا الخير الكبير ..
ورغم مرور سنوات طويلة على وفاة الشيخ وأصدقائه ..لايزال هذا التبرع الشهرى مستمرا من خلال أبنائهم حتى يومنا هذا، ولايزال المستشفى يذكر هذا الرجل العظيم بكل الوفاء والعرفان .. وستبقى صورته تحتل مكانة كبيرة فى قلوب المصريين جميعا ..وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له