قسم المتطوعون

مقدمة 

بدأت فكرة المدرسة من عند دكتورة رافدة عسكر، وهى السيدة التى تولت إدارة مجموعة كبيرة من المدارس على مدار الـ 38 سنة الماضية، وكانت كل مدرسة تتولى إدارتها، تحرص على ترتيب زيارات لطلابها لمعهد الأورام، محملين بالهدايا للأطفال مرضى المعهد، أملًا فى إدخال البهجة على قلوبهم، ورجاءً بأن تكون سببًا بسيطًا فى إعانتهم على رحلة العلاج الشاقة، ومعركتهم الصعبة ضد السرطان، وأثناء تلك الزيارات، تعرفت دكتورة رافدة عسكر على دكتور شريف أبوالنجا فى المعهد، وكان متعاطفًا بشكل كبير مع الأطفال مرضى الأورام، وكان حلم حياته إنشاء مستشفى خاص بعلاج سرطان الأطفال بالمجان، ولم تكن هناك وقتها أى بادرة أمل، تشير إلى احتمال تحقيق الحلم، إلا أن إرادة الله كانت أقوى من كل الظروف الصعبة، وبسعى دكتور شريف أبو النجا، ودعم مجموعة من رجال الأعمال وسيدات فاضلات، تحقق الحلم، وفى عام 2007، أصبح مستشفى 57357 واقعًا عظيمًا ونعمة من الله على أطفال مصر، لأن المستشفى كان السبب بعد إرادة ربنا فى إنقاذ حياة آلاف الأطفال من هذا المرض اللعين، وفى عام 2008، سأل دكتور شريف أبوالنجا، الدكتورة رافدة، عما يمكن أن تقدمه للمستشفى، فأجابته بأنها تربوية، ومن ثم فالخدمة التى تستطيع تقديمها هى التعليم، خاصة أن علاج الأطفال من السرطان، يحتاج لثلاث سنوات، ما يضطرهم للابتعاد عن حياتهم الطبيعية ودراستهم، وطلبت منه إنشاء مدرسة خاصة بأطفال المستشفى، حتى لاتضيع عليهم سنوات الدراسة طوال مدة العلاج، وعلى الفور تجاوب د. شريف، وبدأ التنفيذ.

إنشاء المدرسة 

بعدما تم تخصيص ثلاث غرف فى المستشفى للمدرسة، اتبعت دكتورة رافدة عسكر نظام التعليم الأمريكى، الذى يعتمد على الـ home room أو التعليم المنزلى، وخصصت غرفة للابتدائى، وأخرى للإعدادى، والثالثة للثانوى، واجتمعت بالإخصائيين الاجتماعيين بالمستشفى، ووضعوا جدولًا ونظامًا للمدرسة، ثم اختارت مجموعة من المدرسين الذين شعرت منهم بالشغف فى إتمام تلك المهمة الصعبة، وبقيت المشكلة فيمن سيدفع راتب المدرسين، فاجتمعت بمجلس إدارة المدرسة التى كانت تديرها وهى “MES” أو مودرن سكول إيجيبت، وقالت لهم: “أنا عندى حلم كبير نفسى أحققه، وكل ما أريده منكم هو أن تعتبروا أننى عينت فى المدرسة ست مدرسين جددًا، وسأحتاج من المدرسة دفع رواتبهم”، فاستجابت إدارة المدرسة على الفور، ومن هنا أنشئت مدرسة MSE 57357″” بشكلها المتكامل، وكتب على الغرف الثلاث الخاصة بالمدرسة شعار “هم يعالجون، ونحن نعلم”، وبالتعاون مع دكتور شريف، حصل المدرسون على كورسات فى كيفية التعامل مع الطالب مريض السرطان، نظرًا لتأثير العلاج على قدرته على التركيز وسرعة الاستيعاب والتجاوب، وبالتالى فهو يحتاج إلى طرق خاصة فى التعلم حتى يصل إلى نفس مستوى أقرانه فى المدارس العادية.

مواعيد الدراسة 

كل غرفة محددة لمرحلة علمية معينة، فغرفة الابتدائى، يجتمع فيها كل يوم طلاب تلك المرحلة على حسب عددهم، فمثلًا الوقت من الثامنة للعاشرة لطلاب الصف الأول الابتدائى، ومن العاشرة للواحدة لطلاب الصف الثانى، وهكذا، وتم وضع جدول للمدرسين ومواعيد حضور وانصراف صارمة، وقام المستشفى بتوفير الكتب والكراسات الخاصة بالمنهج الدراسى بالكامل، وطلبت دكتورة رافدة من رؤساء أقسام مدرسة MES، زيارة المستشفى مرة كل أسبوع للإشراف على خط سير العملية التعليمية، ومستوى الطلاب فى جميع المراحل، وتقييم أداء المدرسين، وآخر الشهر يقدمون لها التقييم فى تقرير مفصل بمستوى الأداء العام.

طرق عقد الامتحانات  

قامت دكتورة “رافدة عسكر” بعمل اتفاقية مع إدارة السيدة زينب التعليمية، لتعيين مسئول من عندها خاص بالامتحانات والمراقبة عليها، حيث تقوم الإدارة بعقد الامتحانات لمدارسها ومدرسة مستشفى  57357، وتُصدر شهاداتهم من إدارة السيدة زينب التعليمية، وذلك فيما يتعلق بسنوات النقل فقط، أما امتحانات الإعدادية والثانوية، فيأتى لكل طالب امتحانه من محافظته أو الإدارة التعليمية التى كان يتبعها فى مدرسته الأساسية، وبالتالى فمدرسة 57357، يُمكن أن تتلقى فى يوم واحد امتحانات من 18 محافظة، وتتحول ممرات المستشفى المحيطة بغرف المدرسة إلى لجان خاصة تحت إشراف وزارة التربية والتعليم، ورقابة إدارة السيدة زينب التعليمية.

دور المدرسة فى ارتفاع نسب شفاء الأطفال

أكدت تقارير الأطباء والمدرسين على دور المدرسة فى المساهمة فى رفع نسب الشفاء، وتحسين الحالة الذهنية والنفسية للأطفال بجميع المراحل التعليمية من ابتدائى لثانوى، وذلك لأن الطفل لم يعد يشعر بأنه معزول عن باقى أقرانه بمدرسته العادية التى كان بها قبل دخول المستشفى، وأن فترة العلاج الطويلة، لم تعقه عن الاستمرار فى دراسته أو الانعزال عن نشاطات الحياة.

أطفال  المدرسة من الدول العربية 

فى البداية، كانت الدراسة تقتصر على الطلبة المصريين فقط، حتى فوجئت الإدارة بمجموعة من أهالى الطلبة من الدول العربية الذين يعالجون بالمستشفى، يُطالبون إلحاق أطفالهم بالمدرسة، وكان العائق هنا هو عدم إطلاع المدرسين وإلمامهم بمناهج تلك الدول، وكان أول طالبين من ليبيا والسودان، فأتى أهالى الأطفال لإدارة المدرسة بمناهج بلادهم كاملة، وعكف المدرسون على الإلمام بها، وأتموا مع الأولاد تدريس المناهج على أكمل وجه، وامتحنوا تبعًا لبلادهم

نتائج الأطفال فى الامتحانات

استمرار الأولاد فى الدراسة طوال فترة وجودهم بالمستشفى، كان له عظيم الأثر على نفسيتهم واستجابتهم للعلاج، وكانت المدرسة من أهم العوامل التى ساهمت فى رفع الروح المعنوية للأطفال لأعلى درجة ممكنة، ما انعكس على استجابتهم للعلاج وسرعة تعافيهم من هذا المرض القاسى، وكلما شعروا بنتائج العلاج، زاد إصرارهم على التفوق فى الدراسة، لذا فمعظمهم الآن مهندسون وأطباء، ومنهم من قرر الاستمرار فى 57357 لرد الجميل، وعينوا أطباءً فى الصيدلية، والحقيقة أن معظمهم حصل على شهادته بتفوق والتحق بعضهم بجامعات خاصة عن طريق المنح ودعم الروتارى.