“واحنا فى طريقنا لمستشفى 57357، كنا مرعوبين، مش مصدقين أن المستشفى اللى كنا بنشوفه فى الإعلانات وبندعى لولاده ربنا يشفيهم، ابننا “مالك” بيدخله علشان يتعالج من السرطان”.
“مالك”، عمل عملية كبيرة فى المخ، ولسه رحلة علاجه طويلة، لكن أملنا كبير يخف ويرجع لنا تانى.. أنا شفت فى المكان ده أطفال كتير محتاجين علاج طويل، لكن كمان شفت فيه أطفال كتير خفوا، وخرجوا، ورجعوا لحياتهم، وربنا يعين المستشفى على مسئوليتها الكبيرة.
وتكمل هناء والدة “مالك”: “مالك” ابنى الصغير، عمر 7 سنين، كان طفل طبيعى، شاطر فى الدراسة، وبيحب الرياضة، وبالذات الكيك بوكسينج والجمباز، ومن حوالى 6 شهور بدأ يشتكى من زغللة وقئ مستمر، فى الأول افتكرناه دور برد، لكن الحالة زادت، وبدأ يشتكى من صداع شديد، وعينيه شكلها اتغير وظهر فيها حَوَل، الدكاترة طلبوا أشعة رنين على المخ، وبعدها صارحونا بالحقيقة، مالك عنده ورم فى المخ، الصدمة كانت كبيرة، مكناش عارفين نعمل إيه، ونروح فين، لكن الدكتور نصحنا نطلع فورًا على 57357، وأكد لنا أن فيها إمكانيات كبيرة وأجهزة حديثة، وبيعملوا فيها أصعب جراحات المخ، ونسب الشفا فيها عالية .
كنا رايحين مرعوبين وفاقدين الأمل، لكن أول ما دخلنا المستشفى حسينا بالراحة، وشفنا الأولاد بيلعبوا فى الجنينة، وبيضحكوا، وقلنا بشرة خير، وفعلًا شفنا اهتمام كبير بابننا من أول لحظة، كل خطوة مدروسة ومحسوبة.
العلاج بدأ من أول يوم بعملية سريعة لتركيب صمام، وبعدها بأسبوع جراحة صعبة لاستئصال الورم استمرت أكتر من 6 ساعات.
بعد الجراحة، القئ وقف، وعينيه رجعت لشكلها الطبيعى، وعرفنا من الدكاترة أن رحلة العلاج لسه مستمرة، وأننا هنبدأ مرحلة العلاج الإشعاعى، لمدة 33 جلسة .
علاج السرطان طويل وصعب، لكن الحمد لله، مفيش فاتورة بندفعها، وكل حاجة بتتحملها المستشفى حتى وجبات الأكل لابنى وللمرافق، مش شايلين أى هم، غير هم رعاية ابننا، والناس فى المستشفى بيهونوا علينا من أول يوم، الفريق الطبى بيبذل أقصى جهد فى العلاج، والدكاترة النفسيين والإخصائيين الاجتماعيين وفريق المتطوعين بيساعدوا ابنى وبيساعدونا نفسيا، وبياخدوه “مالك “يرسم ويلون فى الورشة الفنية .
الحمد لله، ابنى اتحسن كتير، وأملنا كبير يخف، ويرجع لحياته، وبادعى ربنا يقدرنا ونقدر نتبرع للمكان ده علشان ننقذ أطفال تانيين زى ابنى مالك.