استقبلنا 1271 حالة من العاملين والأطفال فى الموجة الأولى، خبرتنا الآن كبيرة، ونشارك فى بحث علمى عن علاقة كورونا بالسرطان “احنا صحيح بنحارب السرطان، لكن بنحارب كورونا كمان زى العالم كله، لأننا منقدرش نتخلى عن ولادنا ولا عن العاملين اللى هما أساس نجاح ٥٧٣٥٧، عندنا عزل مجهز، لأن ولادنا أمانة غالية، ولو حد منهم أصيب بكورونا لازم يتعالج بسرعة علشان نقدر نبدأ بروتوكول علاج السرطان، والعاملين كمان مسئولية المستشفى لأنهم عمودها الفقرى، وصحتهم من صحة ولادنا“.
د. إبراهيم عبده إبراهيم (34 سنة)، بطل العزل فى 57357، وواحد من أهم الجدنود المجهولين فى المستشفى.
قبل مارس الماضى كان يعمل صيدليا فى قسم العمليات، ثم انتقل لادارة التعليم المستمر، وحينما بدأت أزمة كورونا فى مارس الماضى، شعر باقتراب الخطر من المستشفى، وكعادة مستشفى 57357 كانت الادارة تستعد لمواجهة الأزمة قبل وقوعها، بالاستعداد لتجهيز مكان مناسب للعزل تحسبا لظهور حالات سواء بين الأطفال أو العاملين.
يقول د. إبراهيم: شعرت بضرورة ان يكون لى دور فى مواجهة هذا الخطر، فمستشفى 57357 هى كل حياتى، ولها فضل كبير علىّ، وقررت أذاكر وأجهز نفسى، فقرأت كل الأبحاث والدراسات عن الفيروس الذى كان جديدا على العالم كله، وقررت المبادرة بالعمل متطوعا بالعزل، ومعى فريق من الصيادلة المتطوعين لشرح البروتوكولات العلاجية.
وخلال 14 يوما انتهينا من تجهيز العزل بمبنى جمعية طب الأطفال، لنستقبل أول حالة من العاملين فى 11 مايو الماضى، ولأن تخصص المستشفى أطفال، فقد قامت الإدارة بالتعاقد مع استشاريين صدر من قصر العينى للمشاركة فى العزل.
يحكى د. إبراهيم:
في العزل قصص وحكايات كتير لن انساها، مش ممكن انسى سجدة اول صديقة لى فى العزل كان عمرها 14 شهرا، وصلت المستشفى عندها سرطان فى الدم، وكمان مصابة بكورونا، سجدة اتحجزت فى العزل 14 يوما، كان كل همنا نعالج كورونا بسرعة علشان نقدر نبدأ بروتوكول السرطان، سجدة خفت من كورونا ، لكن لسة بتحارب السرطان، لأن رحلة علاج سرطان الدم تستمر من سنتين ألى ثلاثة.
وفى حالة اصابة الطفل مريض السرطان بفيروس كورونا، يجب علاج كورونا أولا قبل بدء العلاج الكيميائى لأن اللعلاج الكيميائى يضعف المناعة، والطفل يحتاج مناعة قوية لمواجهة كورونا، الطفل أيضا عند اصابته بكورونا تتأثر حالته النفسية لابتعاده عن أمه وأهله فى الحجز ، ولذلك يكون علينا كفريق الحجز مسئولية كبيرة فى الترفيه عن الأطفال وتوفير الألعاب، بل أننا نغنى ونرقص ونضحك معهم ويساعدنا الأطباء النفسيين بالمستشفى.
وحينما بدأت الأعداد تتزايد واحتجنا تجهيزات أعلى، تم تجهيز دور كامل بالمبنى العلاجى الجديد لاستقبال الحالات، وقررت الادارة عمل وحدة حجز متكاملة ورعاية للتكفل بعلاج مرضانا، وفى نفس الوقت تخفيف الضغط على المستشفيات وخاصة مع زيادة الأعداد، وكان رئيس الوحدة د. محمود حماد وأنا النائب، ومعنا فريق متكامل، وكان يتابعنا استشاريون رعايية وصدرية من قصر العينى ووجدوا جميعا أن البروتوكولات التى نطبقها دقيقة جدا. والحمد لله استقبلت الوحدة فى الموجة الأولى 1271 حالة، واستقبلت الرعاية 64 طفل و75 بالغ من العاملين، وتعاملنا مع جميع الحالات والحمد لله.
يقول د.إبراهيم: كانت أيام صعبة، لم أكن أرى أهلى، وكنت أقف فى الشارع لأرى بناتى من الشرفة، وكنا جميعا فى الوحدة نعمل من 14 – 18 ساعة، ولا نحصل على أجازات، ولا نخلع الكمامات طول فترة العمل، وكان د. شريف يتابعنا ثانية بثانية. ورغم أن ٢٠٢٠ سنة صعبة إلا أنها كانت احلى سنة بالنسبة لي لأنى استطعت تقديم بعض المساعدة لآخرين فى ظروف كانت صعبة علينا جميعا، واكتشفت أنا وزملائى من الفريق الطبى أن الإنسان إذا قرر مساعدة غيره، ربنا بيساعده ويمنحه العلم والقدرة، وحينما نرى طفلا مصابا أو زميلا من زملائنا وأصدقائنا تحول فجأة لمريض، نشعر أن كل شئ يهون أمام محاولة إنقاذه.
خبرة أكبر
وعن طبيعة فيروس كوفيد 19 يقول د.إبراهيم: بعد الموجة الأولى أصبح لدينا فى الوحدة خبرة كبيرة، وفهم أكثر لطبيعة الفيروس الخطير وكيفية مواجهته، فمن المضاعفات الغريبة لهذا الفيروس أنه يمكن أن يسبب انخفاضا فى نسبة الأكسجين فى الدم دون ظهور أى أعراض على المريض وهو ما يمكن أن يسبب تدهورا سريعا فى الحالة قد يصل للوفاة المفاجئة، ولذلك لابد من خضوع المريض لقياس نسبة الاكسجين باستمرار، ومن المضاعفات أيضا ما يسمى بالعاصفة المناعية وهى هجوم المناعة على الرئة وتدميرها دون مبرر، ومن المضاعفات كذلك الجلطات وضرورة متابعتها المستمرة بمعامل التجلط، وهناك فكرة التراكم الكمى للفيروس وهو ما يفسر ظهور حالات أشد من حالات أخرى.
وهناك أيضا تأثر الحالة النفسية للمريض وتعرضه للاكتئاب، بسبب العزل والخوف، وضرورة متابعته نفسيا.
بحث علمى
ولأن 57357 تسعى دائما للاستفادة من كل الخبرات، فقد بدأت المستشفى فى اجراء أبحاث علمية انطلاقا من خبرة التعامل مع الاطفال الذين أصيبوا بالسرطان وكورونا فى نفس الوقت، حيث يقول د.إبراهيم إن المستشفى حاليا يشارك فى بحث علمي عن علاقة فيروس كورونا بالسرطان من واقع 64 طفل عولجوا بالحجز، وهو ما يمكن أن يساهم فى اكتشاف أساليب علاجية لتحسين قدرة الأطفال مرضى السرطان على مواجهة كورونا وسرعة شفائهم.
نصائح عامة:
وعن الفرق بين أعراض فيروس كورونا والأنفلونزا يقول د،إبراهيم أن معظم الأعراض متشابهة، وقد يعانى المريض من كل الاعراض أو بعضها، وأهمها الحرارة وآلام الزور والصدر والصداع والكحة وهمدان الجسم وآلام العظم، وقد نكون هناك آلام بالبطن او اسهال.
وإذا أصيب المريض باثنين من هذه الأعراض فعليه طلب المشورة الطبية فورا لسرعة تشخيص الحالة. وأهم شئ هو الاجراءات الوقائية والاحترازية من حيث ارتداء الكمامات وغسل الأيدى والبعد عن التجمعات، والاهتمام برفع المناعة من خلال التغذية الصحية والمشروبات الساخنة كالقرفة والزنجبيل والينسون والنعناع والشاى الأخضر، وقرص فيتامين 500ملى وقرص زنك 25 ملى يوميا.
عيادة الصدرية لعلاج كورونا المستجد:
ومع الموجة الثانية للجائحة، تقدم الآن جمعية أصدقاء المبادرة القومية ضد السرطان بالتعاون مع الجمعية المصرية لطب الأطفال، وتحت اشراف وجودة 57357، خدمة تشخيص وعلاج ومتابعة لفيروس كورونا المستجد، بأسعار تنافسية للمرضى خارج المستشفى، ويساهم عائدها فى علاج الاطفال مرضى المستشفى. الخدمة تقدمها عيادة الصدرية الخاصة بفيروس كورونا المستجد، تحت إشراف 57357 واستشاريين ومتخصصين من طب قصر العينى، وتشمل خدمة العيادة ما يلى:
- خدمة التشخيص المبدأى من خلال اجراء المسحة وتحليل الدم والاشعة المقطعية على الصدر، ليتم ظهور النتائج والتشخيص خلال 3 ساعات.
- خدمة صرف علاج كورونا المستجد وفقا لبروتوكول وزارة الصحة وحسب حالة المريض.
- خدمة متابعة ما بعد التشخيص وتشمل عمل فحوصات متابعة حتى الشفاء من مسحة وصورة دم وأشعات طبقا لما يحدده الطبيب، ومتابعة تليفونية عن طريق الصيادلة المتخصصين لمتابعة سير العلاج، ومتابعة تليفونية عن طريق طبيب اذا استمرت الأعراض، وزيارة من المريض لعيادة الصدرية، ومتابعة نفسية خلال العلاج من قبل استشارى نفسى حسب الحاجة.
- لكن الخدمة لا تشمل حجز المريض فى مستشفى أو وحدة رعاية، حيث يتم توجيه الحالة لمستشفى متخصص.