د.عبد الله الحسينى رئيس قسم أورام العين بـ 57357: المستشفى يحقق نسب شفاء عالمية فى سرطان العين فى الأطفال

    فى سعيه لتحقيق رؤيته نحو “طفولة بلا سرطان”، يفتخر مستشفى 57357 بقسم أورام العين لديه، حيث يُعد الأكبر بمصر فى علاج حالات سرطان العين عند الأطفال، مستخدمًا أحدث البرتوكولات العلاجية، وأحدث أجهزة ومعدات التشخيص والعلاج فى العالم

 

فى سعيه لتحقيق رؤيته نحو “طفولة بلا سرطان”، يفتخر مستشفى 57357 بقسم أورام العين لديه، حيث يُعد الأكبر بمصر فى علاج حالات سرطان العين عند الأطفال، مستخدمًا أحدث البرتوكولات العلاجية، وأحدث  أجهزة ومعدات التشخيص والعلاج فى العالم، التى ينفرد باستخدامها على مستوى مصر والدول العربية، وبفريق من أكبر أساتذة وجراحى أورام العيون.

التقينا الدكتور عبدالله الحسينى، رئيس قسم أورام العين بمستشفى 57357، ليحدثنا فى حواره الطبى عن سرطان العين عند الأطفال، وطبيعة المرض والجهود المبذولة التى ساهمت فى أن يحقق المستشفى نسب شفاء عالمية فى علاج سرطان العين عند الأطفال.

ماهى طبيعة سرطان العين والفئة التى تُصاب به من الأطفال؟
إن سرطان العين يُعد من أشرس أنواع السرطان، إلا أن نسبة الشفاء منه مرتفعة، ويصيب المرض الأطفال من عمر يوم إلى 5 سنوات، و نستقبل فى 57357 حوالى 150 حالة سنوياً ويُمثلوا حوالى 5% من نسب أنواع السرطانات فى 57357، وسرطان العين ينقسم إلى أورام داخلية بالعين، وهى أقل خطورة، ويُمكن علاجها والشفاء منها تمامًا، وأورام  خارجية خارج العين، فقد ينتشر الورم فى العصب البصرى أو مجرى العين، وهى أشد خطورة فبخروجه لخارج العين، يسبب خطورة كبيرة على حياة المريض، وقد يحتاج من 10% إلى 11% من الحالات لزرع نخاع، وترجع أسباب المرض فى 40% من الحالات للعامل الوراثى،و 60% من الحالات ترجع الى حدوث طفرة جينية خلال المراحل المبكرة لنمو الطفل داخل الرحم ,  ويقبل مستشفى 57357 جميع حالات سرطان العين للأطفال التى تتردد عليه.

ما أعراض المرض الشائعة؟
ظهور نقطة بيضاء أو لمعة فى العين، ويظهر هذا العرض فى 60% إلى 70% من الحالات، أو حول فى إحدى العينين وانحرافها، ويُمثل من 20% إلى 25% من الحالات، واحمرار فى العين، وتورم وألم فى العين مع انخفاض القدرة على الرؤية جيدا، وارتفاع ضغط العين، ويجب على الأم أن تتوجه فورا للطبيب لفحص الطفل بمجرد ظهور أى عرض من هذه الأعراض، ولكن نظرًا لعدم الوعى لدى الأسر يتأخر توجه الأم بطفلها للفحص حوالى 3 شهور.

كيف يتم تحديد الخطة العلاجية للطفل، وهل يُمكن أن نتجنب استئصال العين؟

إننا نبذل كل جهدنا للحفاظ على بصر الطفل وحياته والشكل الخارجى للعين، فالمرض من الممكن أن يصيب عين واحدة أو كلتا العينين، وملاحظة الأم أو الأب لأى من أعراض المرض، وسرعة التوجه به للطبيب، والبدء الفورى للعلاج، تؤدى للقضاء على المرض نهائيا، حيث يكون المرض فى بدايته ودون فقد للبصر أو العين.

ويضيف أنه بمجرد دخول الطفل فى 57357، وعمل الفحوصات اللازمة، يجتمع فريق العلاج، الذى  يشمل أطباء العيون، ومتخصصى جراحة العيون وأطباء الأورام، ويتم تطبيق بروتوكول علاجى، يتخذ فيه أفضل القرارات للطفل المريض، طبقا لاعتبارات طبية، ويتحدد نوع العلاج، طبقا لمرحلة المرض وعمر الطفل ونسبة الرؤية فى العين، ونحن فى 57357 نسعى لتطبيق برتوكولات جديدة لانقاذ البصر والحفاظ على عين الطفل بنسبة أكبر، وقد تم استقبال من 600 إلى 700 حالة منذ افتتاح المستشفى، منها 176 حالة أورام داخلية فى شبكية العين، واستطعنا الحفاظ على وجود العين فى 50% منها.
ويضيف د. عبد الله، أنه عند التشخيص فى مراحل مبكرة جدا، يتم العلاج بالليزر واستئصال الورم دون فقد للبصر أو الاضطرار إلى استئصال العين، وفى بعض الحالات الأخرى يكون العلاج باستئصال العين لمنع انتشار المرض فى أجزاء أخرى من الجسم  وتكون النتيجة هائلة، ويتم القضاء على المرض، ويُمكن للمريض مغادرة المستشفى بعد ساعات قليلة من الجراحة، وفى بعض الحالات يتم خضوع الطفل للعلاج الكيماوى، إما بالحقن فى العين أو الحقن الشريانى من خلال قسطرة في الشريان الرئيسي للعين من خلال الدماغ.
ويتم  إعطاء العلاج الكيميائي لمدة 6 دورات في حوالي 6 أشهرو بعد الانتهاء من العلاج الكيميائي نواصل متابعة المريض كل شهر أوكل شهرين لمدة عام ونواصل العلاج بالليزر أو العلاج بالتبريد إذا لزم الأمر أو بخضوعه للعلاج بالإشعاع وذلك  في حالات معينة و يحقق نتائج ممتازة ومع ذلك ، فإننا نحاول تجنب العلاج الإشعاعي قدر الإمكان لمرضانا بسبب الآثار الجانبية ، وقد يستغرق العلاج من سنتين إلى ثلاث سنوات
ويتم فحص الطفل حتى عمر 5 سنوات تحت التخدير وفقًا للجدول الزمني وبعد ذلك يتم إجراء الفحوصات المتكررة في العيادة كل عام بوصفة طبية من النظارات إذا لزم الأمر.


 

كيف ترى مستقبل علاج سرطان العين فى 57357 ؟

لا أعتقد أنه ستكون هناك زيادة فى عدد الأطفال مرضى سرطان العين، نظرًا لأنه من الأنواع النادرة، حيث تمثل مستويات الإصابة 100 طفل من كل مليون طفل مولود، و سنويا يصاب حوالي 9000 طفل  و بسبب التوزيع السكاني العالمي ، يعيش 90٪ من هؤلاء الأطفال في البلدان النامية.
في المستشفى ، نستقبل حوالي 150 مريض بسرطان الشبكية سنوياً وبوجه عام ينفرد مستشفى 57357 بوجود أحدث التجهيزات الطبية على مستوى العالم لتشخيص وتصوير وعلاج أورام العين، مثل كاميرا “ret-cam3” لتصوير الورم، ومعدات “OCT” لتصوير شبكية العين، بالإضافة لجميع التجهيزات، ويتم باستمرار تحديث جميع الأجهزة والتكنولوجيا المستخدمة للأحدث، ويتم قبول جميع حالات سرطان العين فورا، وأنا فخور بأننا قد حققنا نسب شفاء 97% فى سرطان الشبكية بوجه خاص “وهو من الأورام الداخلية”، وحققنا نسب شفاء فى علاج سرطانات العين بوجه عام تماثل النسب العالمية.

ما هى أكثر التحديات الاجتماعية والنفسية والأسرية فى اكتشاف وتقبل المرض؟

1-    الموروث الثقافى فى التعامل أولا مع الأعراض، حيث لا يوليها معظم الأمهات اهتماما إلا بعد مرور مدة قد تصل لشهور، حتى تلاحظ  استمرار أحد الأعراض أو استمرار احساس الطفل بالألم فى حين أن فحص الطفل بسرعة ينقذ بصره، يتم علاجه مع الاحتفاظ بالعين، لذا من الضرورى الانتباه جيدا للأعراض الشائعة للمرض، وفحص الطفل بأسرع وقت، وذلك لابد من فحص الأطفال حديثى الولادة، إذا كان لهم أخوة من المصابين بالمرض أو الأب أو الأم، وذلك لأن نسبة كبيرة من المصابين بالمرض ترجع للعامل الوراثى.

2-     عند التوجه للطبيب، بعض الأطفال لا يتم فحصهم جيدا، ودون استيعاب حدوث مشكلة.

3-     عدم تقبل أهل الطفل لفكرة استئصال عين الطفل، ويرغبون فى خضوعه للعلاج الكيماوى بالرغم من أن هذا الإجراء يكون لانقاذ حياته من خطر أن ينتشر الورم، وفى بعض الحالات، يُمكن أن يخضع الطفل للعلاج الكيماوى بدلا من الاستئصال، ولكن فى حالات أخرى، يكون الاستئصال حتميا لانقاذ حياة المريض.

4-     البعد النفسى  خاصة بعد خضوع الطفل لإجراءات علاجية، مثل استئصال العين، حيث تُصر العديد من الأسر على انجاب أطفال آخرين لاعتقادهم أنهم سيكونون أصحاء، فى حين أن المرض فى أغلبه وراثى.

وأضاف أن التوعية لها دور كبير جدا فى الاكتشاف المبكر للمرض، الذى يؤدى لعلاج الطفل فى المراحل المبكرة للإصابة بنجاح مع الحفاظ على البصر وعدم استصال عين الطفل، ويُولى مستشفى 57357 اهتماما كبيرا من خلال وسائل التواصل الاجتماعى فى التوعية بجميع أنواع السرطانات، ومنها سرطان العين، وأرجو من كل الأسر ملاحظة أطفالها جيدا، وعدم الاستهانة بأى عرض غير طبيعى، يظهر فى عين الطفل، وضرورة التوجه به لإخصائى العيون.

د. عبد الله الحسينى،  أستاذ طب وجراحة العيون بكلية الطب جامعة الأزهر، عمل عام 2001 فى ويلس بالولايات المتحدة الأمريكية، وفى عام 2002 عاد إلى مصر وعمل بمركز أورام العيون بروض الفرج، وفى 2013 انضم لأسرة 57357 رئيسا لقسم أورام العين.