أبطال ٥٧٣٥٧
“جنة” بتحارب المرض بالرسم والألوان

    أنا اسمى جنة، عمرى 13 سنة، السرطان هاجمنى مرتين، هزمته أول مرة، وإن شاء الله ههزمه تانى.

أنا اسمى جنة، عمرى 13 سنة، السرطان هاجمنى مرتين، هزمته أول مرة، وإن شاء الله ههزمه تانى.
أول مرة كنت فى سنة خامسة، وكان عمرى 9 سنين، بدأت أحس فجأة بصداع شديد وغيامة على العين، الدكاترة قالوا عندى سرطان فى الدم، جيت 57357 واتعالجت وخفيت، لكن بعدها بسنتين رجع تانى فى النخاع الشوكى، وأثر على عصب العين.

فى الأول كنت خايفة، لكن علمونى فى المستشفى إنى لازم أكون قوية، ولازم أحب المستشفى، ومزعلش وأنا باخد العلاج، ومستسلمش للسرطان علشان ميتغلبش علىّ.
صحيح الحقن بتوجع، بس ٥٧٣٥٧ فيها حاجات كتيرة حلوة غير الحقن والأدوية، فيها الدكاترة والممرضات الحنينين، والمتطوعين اللى بحبهم، فيها المكتبة، والجنينة والورد، فيها أماكن الألعاب، والحفلات، وعم كروان.

لكن أكتر حاجة بحبها هى ورشة الرسم، أصل أنا طول عمرى بحب الرسم، لما باخد جلسة الكيماوى بفكر فى الرسم والتلوين، ولما بخلص الجلسة بروح الورشة، أرسم وألون وأنسى كل الوجع.

مش ممكن كمان، أنسى رحلة أسوان اللى نظمتها المستشفى، أنا شفت هناك أحلى أماكن فى الدنيا، وعملنا ورشة رسم وسط الزرع والورد، وشفنا السد العالى، وركبنا مركب فى النيل، واتصورنا وسط المياه، وزرنا بيت واحد بيربى تماسيح، وقابلنا المحافظ، واحتفل بينا، وعزمنا على فرح أسوانى، وضحكنا وغنينا.

قبل ما أروح أسوان كنت باخبى شعرى علشان خايفة ومكسوفة لأن شعرى وقع بعد العلاج، لكن فى أسوان مس أمانى ومس شيماء قالوا لى خليكى على طبيعتك، واوعى تخافى، ومن ساعتها سمعت كلامهم، وبقيت أسيب شعرى على طبيعته.

أهل أسوان طيبين وكانوا فرحانين بينا، وأول حاجة هعملها بعد ما أخف إنى أزور أسوان مرة تانية.

 

أصحابى شروق وبسمة وتقى بييجوا يزورونى فى البيت والمستشفى، وباعلمهم الرسم والتلوين اللى اتعلمته فى ورشة 57، وكمان مس هدية ومس صباح بيزورونى وبيجيبوا لىّ هدايا.

أنا حاسة إنى قوية، وإنى ههزم السرطان تانى، لكن أكتر حاجة بتزعلنى إنى بشوف بابا وماما زعلانين، علشان كدة بادعى ربنا أخف بسرعة، وأرجع المدرسة، وأفرح بابا وماما اللى علمونى ادعى لكل الأطفال زى ما بادعى لنفسى، يا رب اشفينى، واشفى كل الأطفال فى ٥٧٣٥٧.