اسمها زهرة، وهى فعلًا زهرة جميلة من زهور 57357، حينما تعرف قصتها مع السرطان، لن تصدق أن هذه الملامح الرقيقة، تعكس وراءها منتهى القوة والإرادة والاصرار فى مواجهة مرض شرس.
عمرها 17 سنة، هاجمها المرض منذ 3 سنوات، لم تكن هناك أى أعراض قاسية، مشاكل بسيطة فى الأنف، احتار الأطباء فى تشخيصها، لتكشف الأشعات أخيرًا إصابتها بورم فى الجيوب الأنفية وعضلات الوجه.
تقول زهرة: لم أكن أعانى من مشاكل أو متاعب كبيرة، علشان كده ماكنتش عايزة أصدق أن عندى سرطان، حتى لما لمحت دموع أهلى، وحتى لما وجدت نفسى محجوزة فى حجرة بمستشفى 57357.
لم أصدق أو أستوعب إلا حينما وجدت نفسى فى الطريق لحجرة العمليات لإجراء جراحة دقيقة لإزالة الورم، وقتها فقط تأكدت أنى مريضة سرطان، ووقتها أيضًا قررت أن أقاوم، وقلت لنفسى مش هخلى السرطان يهزمنى، أنا واثقة إن ربنا هيساعدنى، أنا باحب الحياة، وعندى أحلام كبيرة، وهكون أقوى منه بإذن الله.
أول ما فقت بعد العملية الطويلة، ابتسمت، وقلت الحمد لله، أنا لسه عايشة وربنا نجانى، كنت فاكرة شعرى هيقع بعد العملية، لكن لقيته موجود وفرحت، وبعد كده عرفت أنه هيقع من علاج الكيماوى، أنا باحب شعرى جدًا، لكن بعد ما بدأ يقع، قررت مازعلش، وقررت أحب ملامحى الجديدة، وكنت بأقف فى المرايا، وأقول لنفسى أن ملامحى بقت أحلى من غير شعر.
مع الكيماوى كنت بأشعر بلحظات تعب وضعف، لكن بعد كل جلسة كنت بهرب على ورشة الفن، ومع أمانى وسمر وكل المتطوعين، كنت بأنسى كل الوجع.
بعض أصحابى بعدوا عنى، وبعضهم كانوا مش عارفين يتعاملوا معايا وبيضايقونى بكلامهم من غير ما يقصدوا، لكن عوضتهم بأصحاب كتير من الورشة، المستشفى فضلها علىّ كبير جدًا، كل الفريق الطبى، والعاملين كانوا واقفين معايا، وكمان أهلى دعمونى كتير، حتى أختى الصغيرة، ومش ممكن أنسى إنى بعد كل جلسة كيماوى كنا أنا وماما بنفرح ونقول الحمد لله خلصنا جلسة وحققنا نصرًا جديدًا على السرطان .
أنا فى ثالثة ثانوى ونفسى أدخل كلية إعلام أو ألسن أو فنون جميلة، وباحب الرسم والمزيكا، وعندى أحلام كتيرة هبذل كل جهدى علشان أحققها، لكن عمرى ما هنسى 57357، المكان ده فضله كبير علىّ، أنا بحاول أرد جزء من الجميل، وبازور المستشفى دايمًا وبازور الأطفال المرضى، وخاصة البنات، وبحاول أشجعهم وأقول لهم أنتوا أقوياء وشكلكم جميل، حتى لو من غير شعر، المهم تقاوموا وتنتصروا على السرطان.