“الخير اللى بنعمله بيعيش وبيرجع لنا تانى .. أنا من زمان باحب المكان ده، وكنت دايمًا بازوره مع أولادى الثلاثة، وأتبرع بأى مبلغ مهما كان صغيرًا، وأشجع أولادى كمان يتبرعوا من مصروفهم، وما كنتش أتخيل أبدًا أن ابنى الصغير نبيل، هيكون بين يوم وليلة واحدًا من مرضى المستشفى اللى كنا بنتبرع علشانهم”.
ويكمل محمد والد نبيل قائلًا: نبيل آخر العنقود، وأحلى حاجة فى حياتنا، عمره دلوقتى ٣ سنين، قضى منها سنة كاملة فى المرض والعلاج، ورغم أنه اتحسن كتير والحمد لله، لكن لسه رحلة العلاج ما انتهتش.
الحكاية بدأت فى أغسطس ٢٠٢٠، اكتشفنا فجأة ورمًا صغيرًا أسفل ظهر نبيل، افتكرناه كدمة وهتختفى، ووصف له الأطباء أدوية ومراهم، لكن الحالة لم تتحسن، والورم بدأ يكبر بسرعة، وبدأ نبيل يتألم ويبكى، وبدأنا نلاحظ أنه يمشى بصعوبة.
أحد الأطباء طلب إجراء أشعة رنين، وحينما رأى الأشعة، فوجئت به يطلب منى الإسراع بابنى إلى57357.
ويكمل الأب: لا يُمكن أنسى هذا اليوم، لم أنم طوال الليل، وبمجرد شروق الشمس أسرعت بابنى للمستشفى، وتم استقباله فى دوره دون أى وساطة، وخلال أقل من ٤٨ ساعة، كان داخل حجرة العمليات، يُجرى جراحة عظام لاستئصال الورم، وبعدها مباشرة، بدأ رحلة العلاج الكيماوى.
كل شىء كان يحدث فى وقته وبانتظام، لدرجة أن أحد أصدقائى عرض علىّ توسط قريبه عضو مجلس النواب، لتقديم أى مساعدة، لكنى رفضت، لأنى فعلًا لم أكن فى حاجة لشىء، فلم أدفع مليمًا فى العلاج، والمكان نظيف جدًا والأجهزة حديثة والعمل منظم، وجميع العاملين يهتمون بابنى، حتى وجبات الطعام، يتم تقديمها لابنى ولأمه التى ترافقه طوال فترة إقامتهما.
ويبتسم قائلًا: أنا كمان تعلمت كثيرًا فى هذا المكان، فهناك محاضرات توعية صحية، كان نتيجتها أننا غيرنا نظام الطعام فى بيتنا، فبدأت زوجتى تهتم بالأطعمة الصحية الطازجة، ومنعنا دخول الوجبات السريعة والمحفوظة، وبدأنا نعلم أولادنا ما تعلمناه فى المستشفى.
هذا المكان أنقذ حياة ابنى، ويُساهم كل يوم فى إنقاذ حياة آلاف الأطفال، ويستحق أن نقف كلنا وراءه، وحينما حاول البعض تشويهه لم أصدق كلمة واحدة، ودعوت الناس لعدم التصديق، لأنى عشت التجربة مع ابنى، ورأيت بنفسى كيف يتم إنفاق التبرعات، وكيف يذهب كل مليم لعلاج الأطفال ولراحتهم أيضًا، وكل ما أتمناه الآن أن يتمم الله شفاء ابنى نبيل، وشفاء جميع أطفال المستشفى، وأن يعيننى الله على رد الجميل لهذا المكان.