بماذا يشعر مريض سرطان القولون؟
معظم المرضى يشعرون بالصدمة والإنزعاج عندما يعلمون بإصابتهم بالسرطان. وقد يشعرون أيضا بالخوف و الإرتباك و الغضب و عدم قدرة على التحكم بالأمور، و قد يشعر بعض المرضى بالذنب.
كل مريض يتفاعل مع تلك المشاعر بطريقته الخاصة. المشاعر جزء طبيعي من التوصل الى تأقلم مع مرض السرطان.
ليس المريض فقط من تنتابه تلك المشاعر، و لكن أيضاً عائلته وأصدقائه
قد يشعر المريض بالعزلة و عدم الرغبة في التحدث إلى الناس، ومن الطبيعي أن يشعر بالحرج في البداية من وجود سرطان القولون أو المستقيم، و ذلك لأن الكثير منا يعتبر عادات دخول الحمام من الأمور الشخصية.
من الذين يمكنهم المساعدة؟
الأطباء المتخصصين
الممارس العام
ممرضة متخصصة
الأخصائي الإجتماعي
يمكن للمريض الاتصال بهم إذا شعر بأي مشاكل أو مخاوف. ويمكنه أيضاً التحدث مع الأشخاص الآخرين الذين مروا بتجارب مماثلة و نجحوا في تخطيها
التعايش مع تشخيص المرض
قد يكون من الصعب جداً في البداية التأقلم مع تشخيص سرطان القولون، سواء عملياً وعاطفياً. من المحتمل الشعور بالضيق والخوف و الإرتباك أو أن الأمور تخرج عن نطاق السيطرة. المرضى الذين لديهم معلومات كافية عن مرضهم وكيفية العلاج أكثر قدرة على إتخاذ القرارات والتعايش مع مرضهم.
الكثير من الناس يعيشون بعد الإصابة بسرطان القولون، ولكن العلاج يمكن أن يكون شاقاً ويستغرق وقتاً للتعافي من السرطان بشكل كامل. بعض الآثار الجانبية تتحسن بشكل عام خلال الأسابيع والأشهر الأولى بعد إتمام العلاج، ولكن البعض الآخر قد يكون طويل الأمد.
كيف لسرطان القولون يمكن أن يؤثر على المريض جسدياً؟
سرطان القولون وعلاجه قد يسبب بعض التغيرات الجسدية. هذه التغيرات يمكن أن يكون من الصعب التأقلم معها.
فجراحة سرطان القولون قد تسبب ندبة (و تسمى فتحة الصناعية)، و بالأخص إذا قام الطبيب بإستئصال الجزء الاخير من المستقيم.
و أيضاً بعد الجراحة أو العلاج الإشعاعي للقولون قد يصاب المريض بالإسهال وبالأخص إذا تمت إزالة جزء كبير من الأمعاء. وأيضاً قد يكون الإسهال بالتناوب مع الإمساك. لذا هناك حاجة إلى تغيير النظام الغذائي الخاص بالمريض ليساعده، قدر الإمكان، على أن تعمل الأمعاء بشكل طبيعي
مشكلة أخرى قد تواجه مرضى سرطان القولون وهي شعورهم بالإرهاق و التعب الشديد، وخاصة خلال فترة تلقي العلاج أو إذا كانت حالة المريض متأخرة.
التعايش مع الفتحة الصناعية الناتجة عن استئصال القولون
ما هي الفتحة الصناعية؟
إذا قام الطبيب بإزالة القولون أو الأمعاء كجزء من العلاج، يتم تحويل مخرج الأمعاء الى فتحة في البطن، تسمى الفتحة الصناعية (stoma).
عند بعض المرضى يكون تحويل القولون مؤقتاً لبضعة أشهر لحين تماثلهم للشفاء من السرطان. ولكن البعض الآخر يُستأصل القولون بشكل دائم، وقد يستغرق المريض بعض الوقت ليعتاد على التعايش مع الفتحة الصناعية.
الحالة النفسية
عندما يقرر الطبيب إزالة القولون، من الطبيعي أن يشعر المريض بالقلق من صورته أمام الناس وردود أفعالهم. أثناء وجود المريض في المستشفى فإن الطبيب المختص و الممرضة سوف يقومان بتدريبه على كيفية إدارة الفتحة الصناعية، لذا قد يكون من المفيد أن يتواجد مع المريض أحد أفراد الأسرة المقربين.
كلما تعلم المريض كيفية العناية بالفتحة الصناعية كلما كان تأثيرها على حياته اليومية أقل وأقل. مع مرور الوقت، فإن أمور الحياة الطبيعية مثل الذهاب إلى العمل، والحياة الإجتماعية والمشاركة في الألعاب الرياضية والهوايات يكون أسهل.
قد يقلق المريض من تأثير وجود ثغر على علاقته بالناس و خاصة المقربين منه. قد يكون لديه مخاوف حول الكيس الملحق بالفتحة الصناعية من حيث التسريب و صدور رائحة منه.
تم تصميم أكياس الفتحة الصناعية بشكل جيد بحيث أنها لا يمكن رؤيتها من خلال الملابس ولا يصدر عنها أي رائحة أو تسريب. إذا لاحظ المريض أي رائحة أو تسرب، يجب عليه التحدث إلى الطبيب أو الممرضة، ربما الكيس المستخدم لا يناسبه. يمكنهما إجراء بعض التغييرات على الفتحة الصناعية أو استخدام نوع مختلف من الأكياس.
الذهاب إلى العمل
عادة لا يسبب استئصال القولون أو الأمعاء أي فارق أثناء تأدية معظم الأعمال ما لم تتضمن الأعمال الشاقة. لذا يجب استشارة الطبيب أو الممرضة عن ملائمة الوظيفة لطبيعة المرض.
الرياضة والهوايات
وجود ثغر لا يمنع المريض من التمتع بهوياته المفضلة، فكل أنواع الأنشطة البدنية ممكنة حتى ممارسة التمارين الرياضية. يمكن للطبيب أو الممرضة تقديم المشورة حول كيفية العناية بالفتحة الصناعية أثناء ممارسة الهوايات أو القيام بالمهام اليومية.
الحياة الزوجية وسرطان القولون
معظم المرضى قادرين على التمتع بحياة زوجية طبيعية بعد إصابتهم بسرطان القولون. ولكنهم يحتاجون إلى بعض الوقت للتعافي بعد الجراحة، أو أي من العلاجات الأخرى، لذا يجب تجنب العلاقة الزوجية لمدة 6 أسابيع على الأقل بعد العملية الجراحية. كثير من الناس لا يشعرون بالرغبة فيه أثناء تلقيها العلاج وذلك لوجود الآثار الجانبية للعلاج ومنها الإرهاق و التعب العام. هذا بالإضافة إلى أن استئصال القولون قد يشعر المريض بالخجل من التغيير الطارئ على جسمه.
أحيانا، يؤثر العلاج الإشعاعي أو جراحة المستقيم بالسلب على الأعصاب و الأعضاء التناسلية. الرجل قد لا يكون قادراً على الإنتصاب. والمرأة قد تجد أن العلاقة الزوجية أصبحت مختلفة، وذلك بسبب جفاف المهبل والألم الناتج عنه، وقد ينكمش المهبل قليلاً ويصبح أضيق.
هذه الآثار الجانبية لا تؤثر على كل من يتلقى علاج سرطان القولون وأنها، وإن حدثت، غالباً ما تتحسن مع مرور الوقت. ولكن في بعض الأحيان، يمكن لهذه الآثار أن تكون دائمة.