إن التوحد هو إضطراب يؤثر علي قدرة الطفل علي الإتصال مع المحيطين به وتطوير علاقات متبادلة معهم مما يستلزم إبتكار طرق تسهل علي الوالدين التعامل مع أطفالهم من ذوي التوحد.
وفي أحد التجارب الشخصية لأحد الأمهات التي لديها طفلين من ذوي التوحد أحدهما 5 سنوات والآخر 3 سنوات تشرح بعض الطرق التي أبتكرتها للتعامل مع طفليها مع الأخذ في الإعتبار أن إستجابة كل طفل تختلف عن الطفل الآخر ،وأن الطرق علي إختلافها لايمكن إستخدامها مع كل الأطفال ، وهذا ينطبق أيضاً علي التعامل مع الأطفال اللذين لا يعانوا من أي إضطرابات.
إن هذه الطرق يمكن إستخدامها للسيطرة علي نوبات الغضب للأطفال و زيادة الإنسجام في التعامل معهم وهي :
- لعبة الوقت :
طفل التوحد قد لا يتأقلم مع التغير في الأحداث اليومية العادية علي سبيل المثال إنتهاء وقت اللعب في الحديقة مما قد يسبب رد فعل غير متوقع من الطفل مثل إصابة الطفل بنوبات غضب التي قد تدفعه لفعل ما يؤذيه مثل الجري إلي شارع مزدحم أو محاولة ضرب والديه.
لذا قامت الأم صاحبة التجربة بإبتكار أسلوب لتجهيز طفليها قبل الإنتقال عن طريق إستخدام منبه أو عداد تنازلي علي الموبايل علي سبيل المثال، ثم تقوم الأم بتنبيه الطفل أن عليه إنهاء اللعب بعد خمس دقائق ثم دقيقتين ثم دقيقة .
تساعد هذه التنبيهات المتتالية الطفل علي تجهيز نفسه للإنتقال من نشاط لآخر وبمرور الوقت يعتاد الطفل أن التغيير قادم بعد هذه التنبيهات حتي وإن لم يحدث هذا التغيير.
قد يستغرق الأمر بعض الوقت حتي يعتاد الطفل علي هذه الطريقة وقد يختلف الوقت من طفل لآخر وقد لا تناسب هذه الطريقة كل الأطفال.
- طريقة الترتيب : ( أولاً / ثانياً )
قد يصاب طفل التوحد بنوبة غضب نتيجة رغبته في اللعب بلعبة محددة في الوقت الحالي أو رغبته في الذهاب في نزهه حالاً .
يمكن التغلب علي هذه المشكلة بإسخدام طريقة ترتيب الأحداث ، علي سبيل المثال
أولا : علينا إنهاء الطعام ثم سوف نذهب للخارج.
أولاً : علينا الإنتهاء من الإستحمام ثم الذهاب إلي منزل الجدة .
ويمكن إستخدام الصور لتسهيل الفكرة علي الطفل أو الكتابة علي السبورة ، هذه الطريقة تسهل الأمر كثيراً في التعامل مع الطفل حيث أنها تنمي قدرة الطفل علي تخيل ماهو مطلوب منه بطريقة أسهل وهذا يقلل من إحساس الطفل بالإحباط إذا كان الأمر صعب فهمه .
- المكافئة :
يمكنك تشجيع طفلك وتعزيز السلوكيات الإيجابية له بإستخدام المدح وتكراره كثيراً مع كل سلوك إيجابي يقوم به الطفل.
علي سبيل المثال : طفل التوحد يصعب عليه مشاركة ما يمتلكه مع طفل أخر فإذا قام بذلك يمكنك إخباره أنك لاحظت ذلك وأن هذا يعد تصرف جيد .
تكرار المدح الذي يصف سلوكيات طفلك الجيدة تشجعه علي تكرار هذه السلوكيات ويدعمها بإستمرار بينما تكرار الأمر والنهي مع الأطفال علي السلوكيات الخاطئة والتركيز الدائم عليها يصيب الطفل بالإحباط.
بعض الأطفال تختلف في طبيعة إهتمامها بالمدح المعنوي ، إذا كان المدح لايمثل أهمية للطفل من الممكن إستبداله بأنواع مختلفة من المكافآت الصغيرة مثل الملصقات أو الحلوي التي مع تكرارها تعطي نتائج كبيرة.
إختيار المكافآة سواء معنوية أو مادية تختلف حسب طبيعة كل طفل .
- حدد الهدف :
توقف عن الصراخ في طفلك …..
حدد ما تود من طفلك عمله وتكلم عنه ، توقف عن النهي ب ” لا تفعل “
علي سبيل المثال : إخبر طفلك بأن يسير علي الرصيف بدلاً من قول ” لا تسير علي الحشائش “
إستبدل:
” توقف عن الصراخ ” بجملة ” كن هادئ “
“لا تلون المنضدة ” بجملة ” فقط لون علي الأوراق “.
تعتبر هذه الطريقة عكس ما أعتدنا علي فعله ولكنها تعطي نتائج مذهلة ولكن هناك بعض المواقف لا مفر فيها من إستخدام كلمة توقف عن مثل ” توقف عن ضرب أخيك ” ، تستطيع محاولة إستخدام الأمر الذي يناسب الموقف الحالي.
- إبق هادئاً :
إن الطفل قد يفتقد أحياناً اللغة التي يستطيع أن يعبر بها عن مطالبه وهذا ما يصيبه بالإحباط لذا يتطلب التعامل مع الأطفال بعض المجهود لكي نصل لما نريد.
من الصعب المحافظة علي هدؤك إذا ما بدأ طفلك بالصراخ ولكن هذه هي الطريقة المثلي للتعامل مع طفلك للحصول علي أفضل النتائج معه ، إذا بدأ طفلك بالصراخ ، حافظ علي هدؤك وتجاهل صراخه أو إلقاؤه نفسه أرضاً ، حيث أن الطفل إذا نجح في جذب الإنتباه بهذه الطريقة سوف يعود لها مرات عديدة لتصبح طريقته في الحصول علي مايريد بعد ذلك .
خذ نفساً عميقاً وتحدث مع طفلك بهدوء ، تذكر دائماً أنك تريد أن يتغير طفلك و لكي يحدث ذلك عليك أن تتغير أنت أولاً .
تذكر دائماً
أن تربية الأطفال قد تكون طريق صعب غير متضح المعالم ولكن كل صعب هو مرحلة سوف تنتهي قريباً .
أحياناً قد تمنعك بعض المواقف من إسعاد طفلك لذا عليك أن تعيد ترتيب خطواتك في التعامل مع طفلك لتصبح العلاقة أفضل ولكي يصبح طفلك سعيد كما تود أن تراه دائماً.