بمجرد تشخيص الطفل بأنه مصاب بالسرطان يصبح هذا السؤال هو المسيطر على عقول الآباء “هل أخبر ابني بأنه مريض سرطان ؟وكيف أخبره ؟”
,فالبعض في مصر يلجأ إلى عدم إخبار المريض عن تفاصيل المرض أو المراحل التي أصبح فيها السرطان في جسمه، بحسب الاطباء النفسيين الذين أكدوا، أن هذا الأمر يعتبر خطأ كبيراً، لأنّه من حق المريض أن يعرف تفاصيل حالته، فيستطيع الجهاز الطبي الذي يرافقه في مرضه التعامل معه بطريقة عمليّة.
وشدّدوا على أنّ الجزء المهم عند مريض السرطان هو أن يدرك كل ما يصيبه، ليعرف كيف يتعامل مع هذا المرض، وليتعاون مع الأطباء في إيجاد حلول والتكيّف مع العلاج.
أهل المريض وأصدقاؤه
وأوضح الأطباء أنّه على محيط المريض أن يعي مدى صعوبة العلاج عند المصاب بالسرطان، وأن هذا الأمر مزعج كثيراً له ومؤلم، وأنواع العلاجات الكثيرة تتعب المريض جسدياً ومعنوياً.
– لذاعلى الأهل الانتباه إلى أنفسهم وصحّتهم، لأنهم عندما يعلمون أن أحد أفراد العائلة مريض، يفكرون باحتمالإصابتهم بهذا المرض أيضاً.
– على الأهل عدم الانهيار أمام المريض، والبكاء أمامه، لأن هذه الأمور لا تساعد المريض بأى شكل من الأشكال.
– على الأهل وكذلك المريض المحافظة على الروتين في الحياة اليومية.
– على الأهل الاستمرار في ممارسة الأمور التي يحبونها إلى جانب المريض.
عليك ان تعي ان حياة طفلك ستتغير تماما بعد اصابته بالمرض و بدئه للعلاج , فقد يشعر احيانا بالاعياء الشديد الذي قد يمنعه من أداء الاشياء الذي كان يعتاد فعلها في الماضي وقد يحدث له بعد التغيرات النفسية و الجسدية ,وقد يضطر إلى قضاء فترات طويلة بالمستشفى و عدم القدرة على الذهاب للمدرسة للقاء أصدقائه .
و لكن لحسن الحظ انه هناك العديد من الأشياء التي يمكن فعلها لمساعدة طفلك بل و لمساندة العائلة بأكملها :
بادر بمساعدة طفلك:
من خلال معرفتك للتحاليل و الإختبارات اللازمة لطفلك فهذا سيساعدك كثيرا لتجهيز طفلك نفسيا لتقبل الألم و الاثار الجانبية للعلاج و عليك ان تعي ان رحلة علاج طفلك قد تختلف تماما عن أى طفل آخر.
اترك طفلك يأكل ويلعب قدر ما يستطيع :
حاول أن تطعمه أطعمه صحية و لكن عليك ان تعي ان طفلك قد يصاب بفقدان الشهية فعلاج السرطان يسبب ذلك للبالغين والأطفال لذلك فإن الطعام الصحي سيساعد طفلك كثيرا ليتماثل للشفاء,ايضا حاول ان تساعد طفلك على اللعب و الحركة,فالراحة مطلوبة بالتأكيد و لكن الخمول و الكسل لفترات طويلة قد تعيق من تحسن حالة طفلك او قد تسيء من حالته النفسية و الجسدية,لذا حاول ان تجد أن تستشير الطبيب بالأنشطة التي يمكن لطفلك القيام بها كاللعب او انشطة المنزل البسيطة.
طفلك يحتاج إلى توجيهك :
يعتقد الآباء و الأمهات في البداية بأنه من الصحيح ترك أطفالهم يفعلوا ما يحلوا لهم و ذلك كنوع من الشفقة على أطفالهم,ولكن هذا قد يكون له آثار عكسية سلبية فقد يشعر الطفل بأنه يمكنه ان يفعل ما يحلو له بسبب صعوبة مرضه ,أو إذا كان للطفل إخوة فقد يثير ذلك الشعور بالغيرة و الغضب من اخيهم.
شجع طفلك أن يكون مستقلا!
فأترك طفلك يصنع القرار فيما يخصه من اختيار ألوان ملابسه وارتدائها بنفسه,غسيل أسنانه,إنتقاء الخيارات الصحية في الوجبات وايضا الالعاب التي يريد لعبها فأجعل من طفلك طفل يشعر بأنه قادر على صنع القرارات التي تخصه فهذا سيساعد كثيرا صحته النفسية و تماثله للشفاء.
ساعد طفلك أن يعبر عن مشاعره
من الطبيعي أن تشعر بالضيق او الغضب وقد يشعر طفلك ايضا بذلك ,و لذلك عليك ان تعرف كيف تشارك هذه المشاعر مع طفلك لتشجعه أن يعبر لك عما يشعر ,فمن الممكن استخدام أنشطة كاللعب ,الغناء ,الموسيقى او الاشغال اليدوية ,ويمكنك الاستفسار عن الورشة الفنية بمجرد قدومك إلى المستشفى فيتمكن طفلك من تجربة اشياء جديدة.
ادعم مسيرة طفلك التعليمية
فيمكن لطفلك اخذ دروسه بالمنزل اذا تعذر ذهابه للمدرسة ,او بالمستشفى فتحتوي المستشفى على مدرسة يتلقى فيها الاطفال دروسهم و يمكنهم أيضا الخضوع للإختبارات بها ,فيتمكن طفلك من تخطي المرض بدون تخلفه عن أقرانه دراسيا.
ساعد طفلك ان يكون على إتصال مع اصدقائه
شجع طفلك ان يكون على اتصال مع اصدقائه سواء بالمكالمات الصوتيه أو المرئيه أو حتى بالرسائل القصيرة,وحاول ان تجد فرصاً يمكن بها ان يجتمع طفلك مع اصدقائه او زيارة اخواته له بالمستشفى.
من الطبيعي ان يشعر الآباء بالخوف و القلق عندما يصبحون في مواجهة أحداث غير مألوفة,و لكن من حسن الحظ أن أغلبية الأطفال الذين اصيبوا بالسرطان تغلبوا عليه ,وعاشوا حياة طبيعية كالآخرين ,كما أنه مرض يمكن قهره و الشفاء منه,فقبل خمسة و عشرين سنة كتبت النجاة لقليل من الأطفال ,أما الآن فأغلبيتهم يشفون و بنسب عالية ,كما ان الأبحاث لا تزال جارية في كل مكان بالعالم,ونأمل أنه في القريب العاجل يشفى منه جميع الأطفال ..