فى إطار دعم تطوير منهج علاجى جديد، للتعامل مع الأمراض المعدية، يجمع بين استخدام المضادات الحيوية، واستخدام اللاقمات أو الفيروسات البكتيرية، شارك دكتور رامى كرم عزيز، مدير برنامج أبحاث الميكروبيولوچيا والمناعة، فى إعداد مقال مرجعى review article، يصف بالتفصيل خطوات اختيار هذه الفيروسات أو اللاقمات البكتيرية وطرق عزلها وتحليل شفرتها الوراثية، لتحديد استخداماتها وتطبيقاتها بعد اختيار أنسبها.
ويقول د.رامى عزيز، الذى يعمل منذ عام من 2005 فى التحليل الچينومى لهذه اللاقمات البكتيرية، إن التعامل مع الجروح والأمراض المعدية مرّ بعدة مراحل، بدأت باكتشاف أدوية السلفا فى مطلع القرن العشرين، ثم اكتشاف المضادات الحيوية فى الربع الأول من القرن العشرين، والتى كانت ثورة علاجية كبيرة فى هذا المجال، ولكن قبل أن يُعلن العلماء انتصارهم على جميع أنواع البكتريا والجراثيم، بدأ هذا الحلم يتبدد أمام ظهور جراثيم وبكتريا مقاومة للمضادات الحيوية، وبمرور السنوات، وتعدد الأمراض، وزيادة استخدام المضادات الحيوية، تفاقمت هذه المشكلة، وظهرت مع مطلع القرن الواحد والعشرين ما يعرف بالبكتريا الفائقة أو الـsuperbugs، والتى تشير بعض الدرسات إلى أنها ستتسبب بوفيات أكثر من الوفيات التى يتسبب بها مرض السرطان.
وقد دعت هذه المشكلة إلى عودة العلماء إلى استئناف دراسة وسائل أخرى، كانت قيد الدراسة منذ أكثر من مائة عام، لكنها تراجعت بسبب نجاح المضادات الحيوية المبكر، ومن أهمها، استخدام الڤيروسات البكتيرية، المعروفة باللاقمات البكتيرية bacteriophage، وهى تسمى “ڤيروسات”، ليس لأنها تُسبب مرض الإنسان، ولكن لأنها تتبع الاستراتيچية الڤيروسية فى احتلال خلايا معينة بالجسم والتكاثر فيها، لكنها فى هذه الحالة تحتل خلايا بكتيرية، وتقوم بتسخيرها لإنتاج الڤيروسات المسماة باللاقمات، حيث تتغذى على البكتريا وتلتقمها.
ويضيف د.رامى مؤكدًا أن التحدى الأكبر فى هذا الأسلوب العلاجى، هو إيجاد وعزل اللاقمات المناسبة لكل نوع من البكتريا، خاصة أنها شديدة التخصص، فلكل نوع من البكتريا عدد من اللاقمات التى تهاجمها، وأحيانًا تهاجم اللاقمات بعض السلالات من بكتريا دون غيرها من النوع نفسه.
ومن هنا كانت فكرة إعداد هذا المقال المرجعى الذى شاركت فيه، والذى يختصر على العلماء الوقت والجهد، حيث يوضح خطوات اختيار هذه الفيروسات أو اللاقمات وخطوات عزلها، وتحديد شفرتها الوراثية، والمقارنة بينها لاختيار أنسبها.
وعن الاستخدامات الحالية لهذا المنهج، يقول إن هناك دولًا تستخدمه حاليًا فى علاج الجروح ومشاكل الجلد، وفى بولندا، بدأوا خطوات لإنشاء مركز لهذا العلاج من خلال الدمج بينه والمضادات الحيوية.
واتصور أن هذا المنهج العلاجى، سيكون له شأن كبير فى المستقبل، وخاصة مع زيادة مشكلة مقاومة المضادات الحيوية، والتى سيُساهم فى حلها إلى حد كبير، مع العلم أن الفكرة تعتمد على الدمج بين العلاج بهذه اللاقمات البكتيرية والمضادات الحيوية، لتحقيق أفضل النتائج.
البحث نشر فى مارس 2022، بمجلة: Current Pharmaceutical Biotechnology
معدل تأثير: 2.83